أعلنت وزارة التربية والتعليم عن ملامح ثورة تعليمية قادمة تتمثل في تطبيق نظام البكالوريا الجديد للصف الأول الثانوي بشكل اختياري بعد الحصول على موافقة البرلمان، ويمثل هذا النظام نقلة نوعية تهدف إلى تحديث منظومة التعليم الثانوي في مصر والانتقال بها من مرحلة الحفظ والتلقين إلى مرحلة تعتمد على الفهم والتخصص المبكر ومنح الطلاب حرية أكبر في رسم ملامح مستقبلهم الأكاديمي والمهني، وهو ما يضع حدًا لحالة القلق المرتبطة بنظام الثانوية العامة التقليدي.
نظام البكالوريا الجديد خريطة المواد الدراسية للصف الأول الثانوي
وفقًا للإعلان الرسمي فإن السنة الدراسية الأولى في نظام البكالوريا الجديد ستكون بمثابة مرحلة تأسيسية عامة حيث يدرس الطالب سبع مواد أساسية تدخل في المجموع وهي التربية الدينية واللغة العربية والتاريخ المصري والرياضيات والعلوم المتكاملة بالإضافة إلى الفلسفة والمنطق واللغة الأجنبية الأولى، وإلى جانب هذه المواد الأساسية سيدرس الطالب مادتين إضافيتين لا تدخلان في المجموع النهائي وهما اللغة الأجنبية الثانية ومادة البرمجة وعلوم الحاسب بهدف تزويده بمهارات عصرية.
مسارات التخصص وحرية الاختيار
أوضح وزير التعليم محمد عبد اللطيف أن التغيير الجوهري يبدأ مع بداية الصف الثاني الثانوي حيث ينتقل الطالب من الدراسة العامة إلى مرحلة التخصص عبر اختيار واحد من أربعة مسارات رئيسية مصممة لتلبية مختلف الميول والقدرات، وتشمل هذه المسارات قطاع الطب وعلوم الحياة وقطاع الهندسة والحاسبات وقطاع الأعمال وأخيرًا قطاع الآداب والفنون، ومن أبرز مميزات النظام الجديد هو المرونة العالية حيث يمكن للطالب التحويل بين هذه المسارات بسهولة من خلال تغيير مادتين فقط مع الحفاظ على أربع مواد أساسية مشتركة بين الجميع.
فلسفة جديدة للامتحانات وداعًا للفرصة الواحدة
تكمن الفلسفة الأساسية التي يقوم عليها نظام البكالوريا الجديد في تحرير الطلاب من الضغط النفسي الهائل المرتبط بنظام “الفرصة الواحدة” الذي كان يحكم مصيرهم من خلال امتحان واحد، وأكد الوزير أن النظام الجديد يمنح الطالب فرصة دخول الامتحان أكثر من مرة على مدار العام لتحسين درجاته وتحقيق المستوى المطلوب الذي يؤهله للالتحاق بالكلية التي يحلم بها، وهذا التحول يركز على التعلم الحقيقي المستمر بدلًا من التركيز على نتيجة امتحان واحد فقط.
