يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيد تهديداته تجاه دول مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، إضافة إلى الأعضاء الجدد مثل مصر والإمارات والسعودية وإيران وإثيوبيا.
وفي خطوة جديدة، أعلن ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" أمس الأحد، فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تتبنى سياسات بريكس "المعادية لأمريكا"، مؤكدًا أنه لن تكون هناك استثناءات لهذه السياسة.
كما أشار إلى أن إدارته ستبدأ إرسال إشعارات رسمية إلى عشرات الدول اعتبارًا اليوم الإثنين، لحثها على إبرام اتفاقيات تجارية أو مواجهة رسوم باهظة.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض القصة من البداية للنهاية، وتهديدات ترامب لدول البريكس وتأثيرها على دول التجمع.
خلفية التهديدات الجمركية
تأتي هذه التهديدات في سياق مخاوف ترامب من تراجع هيمنة الدولار الأمريكي كعملة احتياطية عالمية، خاصة مع سعي دول بريكس لتعزيز التجارة باستخدام عملات وطنية أو تطوير أنظمة دفع عابرة للحدود.
وفي وقت سابق، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الدول التي تحاول استبدال الدولار بعملة أخرى، معتبرًا ذلك تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الأمريكي.
وفي أبريل 2025، أعلن ترامب عن رسوم جمركية عالمية، وصلت إلى 10% على دول مثل المملكة المتحدة ومعظم الدول العربية، و20% على الاتحاد الأوروبي، و50% على دول مثل ليسوتو وسان بيير وميكلون.
ردود فعل دول بريكس
وأعربت دول بريكس، خلال قمتهم في ريو دي جانيرو يوم الأحد، عن "قلقها الشديد" إزاء الرسوم الجمركية الأمريكية، معتبرة أنها تشكل خطرًا على النظام التجاري العالمي.
كما أدانت المجموعة الضربات العسكرية الأخيرة على إيران، دون تسمية الولايات المتحدة أو إسرائيل صراحة، مما يعكس تصاعد التوترات السياسية والاقتصادية.
وفي رد فعل مباشر، قلل الكرملين من تهديدات ترامب، مؤكدًا أن لا خطط حالية لإنشاء عملة موحدة لبريكس، مما يشير إلى محاولة لتهدئة التوترات.
التأثير على تجمع بريكس
وتشكل مجموعة بريكس، التي تمثل نحو 25% من سكان العالم وتضم اقتصادات استهلاكية كبرى، قوة متزايدة في النظام الاقتصادي العالمي.
وتسعى المجموعة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الدولار، من خلال مبادرات مثل توسيع خطوط مقايضة الدفع بالعملات المحلية، كما فعلت الصين مع الأرجنتين، وتطوير العملة الرقمية الصينية "إي-سي إن واي".
وهذه التحركات أثارت قلق واشنطن، التي ترى في بريكس تهديدًا لهيمنتها الاقتصادية والجيوسياسية.
ومع ذلك، فإن تأثير الرسوم الجمركية على بريكس قد يكون محدودًا في المدى القصير، فالدول الأعضاء، مثل الصين والهند، تمتلك اقتصادات قوية وقدرة على امتصاص الصدمات من خلال تنويع أسواقها التجارية.
وعلى سبيل المثال، تسعى الهند لإبرام اتفاق تجاري مصغر مع الولايات المتحدة لتخفيف الرسوم الجمركية إلى 10%، بينما تفتح تايلاند أسواقها للمنتجات الأمريكية لتجنب رسوم تصل إلى 36%.
كما أن الدول العربية الأعضاء في بريكس، مثل مصر والإمارات، التي سجلت فائضًا تجاريًا مع الولايات المتحدة في 2024 (3.5 مليار دولار لمصر و19.5 مليار دولار للإمارات)، قد تواجه تحديات في حال تصاعد الرسوم، لكنها قد تستفيد من علاقاتها التجارية المتنوعة مع آسيا وأوروبا.
التداعيات الاقتصادية العالمية
وحذرت شخصيات دولية، مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، من أن الرسوم الجمركية تشكل "ضربة كبيرة" للاقتصاد العالمي، وقد تؤدي إلى "دوامة من عدم اليقين" وارتفاع الأسعار.
كما أعربت دول مثل أستراليا والبرازيل عن رفضها للرسوم، محذرة من تباطؤ النمو الاقتصادي.
وفي الولايات المتحدة، أوقفت محكمة فيدرالية في مايو 2025 بعض الرسوم الجمركية، معتبرة أن ترامب تجاوز صلاحياته الدستورية، لكن إدارته استأنفت الحكم، مما يعكس تصميمها على المضي قدمًا.
وتهديدات ترامب الجمركية تجاه بريكس تعكس استراتيجية "أمريكا أولًا" للحفاظ على هيمنة الدولار والحد من نفوذ المجموعة.
ورغم أن الرسوم قد تؤثر بشكل طفيف على الدول الأعضاء، خاصة الاقتصادات الناشئة مثل مصر والإمارات، فإن قدرة بريكس على تنويع التجارة وتطوير أنظمة دفع بديلة قد تحد من هذا التأثير.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
