التحرش بالأطفال يبدأ من أقرب الناس.. استشارية أسرية تطلق تحذيرًا صادمًا

الدكتورة دينا جمال، خبيرة شؤون الأسرة والتربية

في تحذير صريح أطلقته الدكتورة دينا جمال، خبيرة شؤون الأسرة والتربية، خلال ظهورها ببرنامج "أهل مصر" عبر شاشة قناة "أزهري"، كشفت عن واقع مقلق يتعلق بتفاقم حوادث التحرش بالأطفال داخل المجتمعات العربية، مشيرة إلى أن الظاهرة ليست وليدة اللحظة، لكنها تشهد تصاعدًا مقلقًا في وتيرتها خلال السنوات الأخيرة.

​​​​​​​التحرش بالأطفال يبدأ من أقرب الناس

وأشارت الدكتورة "جمال" إلى أن المفارقة المؤلمة تكمن في أن أغلب حالات التحرش لا تأتي من الغرباء كما يظن الكثيرون، بل من أشخاص ينتمون إلى الدائرة الضيقة المحيطة بالطفل؛ مثل أفراد الأسرة والأقارب والأصدقاء المقربين، واستندت إلى إحصاءات متخصصة تفيد بأن ما يزيد عن 93% من حالات التحرش ترتكب على يد أشخاص يحظون بثقة الأسرة، ما يجعل التهديد خفيًا وصعب الاكتشاف.

وأكدت أن الوعي المجتمعي هو الدرع الأول لحماية الأطفال، داعية إلى التخلص من ثقافة الإنكار والتقليل من حجم المشكلة، مشددة على أهمية بناء حدود تربوية صارمة وواضحة تحكم التعامل بين الأطفال والمحيطين بهم، حتى لو كانوا من الأقارب أو المعارف، بهدف تحصين الطفل نفسيًا وجسديًا.

كما أكدت أن متابعة سلوك الأطفال ورصد أي تغيرات غير مألوفة في تصرفاتهم يجب أن يصبح جزءًا أساسيًا من دور الأسرة التربوي، مشيرة إلى أن الصمت عن المؤشرات المبكرة قد يكلف الطفل ثمنًا باهظًا، موضحة أن المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية تتحمل مسؤولية جماعية في نشر ثقافة الوعي، وتعزيز قيم الحوار المفتوح بين الأهل وأبنائهم، بعيدًا عن الخوف أو الإحراج.

واختتمت الدكتورة دينا جمال حديثها بالتأكيد على أن المعركة الحقيقية ضد التحرش تبدأ من داخل الأسرة، عبر تبني أساليب تربية واعية، ومراقبة ذكية لسلوكيات الأطفال، وتوفير بيئة نفسية آمنة لهم، حتى لا يقعوا ضحايا داخل أكثر الأماكن التي كان من المفترض أن تكون مصدر حمايتهم.