
أصدر الكاتب شعيب البطار مجموعته القصصية “مملكة الحروف” عن منشورات النورس، ليأخذنا في رحلة أدبية لا تنتهي عبر عالم اللغة العربية وجمالها الفريد، لتسافر بالقارئ في سلسلة قصص ملهمة.
في هذا الكتاب، وفق قراءة سعاد قنبوري، يصبح الحرف أكثر من مجرد رمز: “إنه شخصية حية، تنبض بالحكمة والشجاعة والمرح، تشكل نواة لقصص تربوية تغذي خيال الأطفال وتلهم اليافعين، وتبهج كل من لا يزال يحتفظ بطفولته في قلبه”.
وتتميز “مملكة الحروف” بأسلوبها المبتكر الذي يدمج بين المتعة والتعليم، حيث تُستخدم الحروف ليس فقط للكتابة، بل كأبطال تقودنا في مغامرات مشوقة. تسافر بنا القصص بين عالم الحلم والواقع، وتتناول مفاهيم إنسانية عميقة مثل الثقة، القناعة، والتواضع، من خلال حكايات تعكس أسئلة فلسفية ذات طابع وجودي، مثل “إلى أيّ العالمين ننتمي؟” و”كيف يمكن للجمال أن يصنع جسرا بين الحلم والواقع؟”.
في “مملكة الحروف”، يتجاوز الكتاب حدود السرد الأدبي ليطرح تساؤلاتٍ أكثر عمقا: لماذا نقرأ؟ وماذا يمكن أن تغيّر القصة فينا؟ لا يقدم الكتاب دروسا جاهزة بل يُحفّزنا على التفكير والتأمل في الحياة والقيم التي تشكّلها؛ فمن خلال قصة “الغراب”، نواجه اختبار الثقة، وفي “حصان بين عالمين”، نكتشف تساؤلات عن معنى الحلم والواقع.
حري بالذكر أن مملكة الحروف تعد بمثابة مغامرة فلسفية وأدبية تُعيدنا إلى جوهر اللغة وتُقدّمها على أنها أداة لاكتشاف الذات والكون، حيث تشجعنا على أن نكون لوحات فنية فريدة في عالم يتسارع فيه كل شيء.