أخبار عاجلة
زميل عبدالمنعم ينتقل إلى نيوم السعودي -

كيف يبني الطبيب ثقة على السوشيال ميديا دون الإخلال بأخلاقيات المهنة؟

كيف يبني الطبيب ثقة على السوشيال ميديا دون الإخلال بأخلاقيات المهنة؟
كيف يبني الطبيب ثقة على السوشيال ميديا دون الإخلال بأخلاقيات المهنة؟

مع تزايد الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كنافذة أساسية للتواصل مع الجمهور، باتت حسابات الأطباء تحظى باهتمام كبير من جانب المرضى الباحثين عن المعلومة الطبية الموثوقة. وفي هذا السياق يؤكد د. أحمد شريف، الخبير التسويقي ورائد الأعمال، أن الظهور الرقمي أصبح ضرورة لا غنى عنها لأي طبيب يريد أن يبني سمعة قوية في السوق الطبي الحديث، لكن بشرط أن يُدار هذا الظهور بحرفية عالية وأخلاقيات صارمة.

يقول د. احمد شريف إن الطبيب «لا يسوّق منتجًا بل يسوّق ثقة»، لذا يجب أن يكون المحتوى المنشور على السوشيال ميديا معبرًا عن مهنية حقيقية ويحافظ في الوقت نفسه على احترام خصوصية المريض وقيمة المهنة الطبية، موضحًا أن «أي ظهور رقمي غير مدروس قد يضر بصورة الطبيب أكثر مما ينفعه».

ومن واقع خبرته يرى الخبير التسويقي أن هناك أخطاءً شائعةً يقع فيها بعض الأطباء على المنصات الرقمية، من أبرزها نشر صور «قبل وبعد» دون الحصول على موافقة واضحة ومكتوبة من المريض، أو استخدام لغة ترويجية مبالغ فيها تتضمن وعودًا غير واقعية بنتائج مثالية، إلى جانب التركيز على محتوى «تريندي» سطحي لا يضيف قيمة علمية حقيقية، فضلًا عن الظهور بأسلوب لا يليق بصورة الطبيب سواء في المظهر الخارجي أو طريقة التحدث مع الجمهور.

وفيما يتعلق بالأسس التي ينبغي الالتزام بها لبناء محتوى احترافي وآمن، يشدد شريف على ضرورة أن يكون المحتوى تعليميًا وتوعويًا في المقام الأول، وليس مجرد محتوى ترويجي. ويضيف: «هدف الطبيب يجب أن يكون كسب ثقة المريض في علمه وخبرته، وليس لفت النظر بمظهر خارجي فقط».

كذلك ينصح الأطباء باستخدام لغة مبسطة يفهمها الناس دون التخلي عن الهيبة العلمية، موضحًا أن «البساطة لا تعني السطحية»، بل تساعد على توصيل المعلومة بأسلوب قريب من الناس دون أن يُساء فهمها. كما يعتبر شريف أن حماية خصوصية المريض هي خط أحمر يجب عدم تجاوزه، حتى عند نشر الصور، مؤكدًا أن «أي محتوى بصري لابد أن يُعرض بموافقة مكتوبة ويحترم الحالة الإنسانية».

ويضيف الخبير التسويقي أن صورة الطبيب الاحترافية يجب أن تنعكس في كل تفاصيل الحساب، سواء في جودة الصور والفيديوهات أو حتى في طريقة الرد على التعليقات. كذلك يرى أهمية أن يحرص الطبيب على إبراز معلوماته الأكاديمية والتخصصية بشكل واضح، لما لذلك من دور في رفع المصداقية لدى الجمهور وبناء انطباع جاد عن المؤهلات الحقيقية.

أما عن تقديم المحتوى الخفيف أو الترفيهي، فيرى شريف أنه ليس عيبًا طالما ظل متوازنًا ويحترم قيمة المهنة. ويوضح أن «الطبيب ليس مؤثرًا عاديًا بل هو قدوة، لذا من حقه تقديم محتوى ممتع أو مبسط وربما ساخر أحيانًا، لكن دون تفريط أو خروج عن إطار المضمون العلمي السليم».

وبشأن إدارة الحسابات الطبية، يشدد د. احمد شريف على أن الأهم ليس من يدير الحساب بل كيف يُدار. إذ يرى أن الطبيب يمكنه الاستعانة بمتخصصين في التسويق الرقمي، بشرط أن يكون لديهم إلمام كافٍ بطبيعة المجال الطبي، وليسوا مجرد مسوقين بشكل عام. في الوقت نفسه، ينبغي أن يظل الطبيب مشاركًا في كل خطوة، لأن «السوشيال ميديا ليست مكانًا للتفويض الكامل، فكل كلمة أو صورة منشورة قد تساهم في بناء سمعة الطبيب أو هدمها».

ويختتم د. أحمد شريف نصائحه بالتأكيد على أن «الناس لم تعد تختار الطبيب من اللوحة على باب العيادة، بل من الشاشة»، مشددًا على أن كل تفصيلة في الظهور الرقمي يجب أن تكون معبرة عن مهنية الطبيب الحقيقية. كما دعا الأطباء إلى التركيز على بناء الثقة قبل اللهث وراء زيادة أعداد المتابعين، مؤكدًا: «مش كل تريند ينفع ليك، ومش كل فكرة تسويقية تناسب مهنتك».

يُذكر أن د. أحمد شريف حاصل على الدكتوراه الفخرية في التسويق وإدارة الأعمال من اكاديمية لانكستر أكاديمي – المملكة المتحدة، وماجستير إدارة الأعمال ودبلوم إدارة الأعمال من كلية التجارة – جامعة القاهرة، وهو المدير التنفيذي لشركة Alpha Centauri للتسويق وتنظيم المؤتمرات الطبية، والمؤسس المشارك للمؤسسة الدولية لجراحات التجميل النسائي والجهاز البولي التناسلي (IAAUG).

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الصحة تحذر من مضاعفات الموجة الحارة وتوجه 10 نصائح وقائية
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية