في ذكرى رحيل الفنانة الراقية رجاء الجداوي، التي طالما اعتُبرت من رموز الأناقة والرقي في الفن المصري، نعود بالزمن إلى أحد أهم فصول حياتها الإنسانية، وهو ارتباطها العميق بخالتها الفنانة تحية كاريوكا، التي لم تكن مجرد قريبة، بل كانت بمثابة أم ومربية ومُلهمة.

رجاء الجداوي كشفت في أكثر من لقاء أنها انتقلت للعيش مع خالتها في سن الثالثة، بصحبة شقيقها، بعد انفصال والديها، حيث قررت تحية كاريوكا أن تتحمّل مسؤولية تربية اثنين من أبناء شقيقتها الخمسة، واحتضنتهما في منزلها.

واستمرت رجاء تعيش في كنف خالتها حتى بلغت الرابعة عشرة، وانتقلت خلالها من الإسماعيلية إلى القاهرة، لتعيش في أجواء فنية صارمة، مليئة بالقيم والمبادئ التي أثّرت بشكل مباشر في تكوين شخصيتها.
ومن أبرز الدروس التي تلقتها من كاريوكا، رفض الكذب بكل أشكاله، إذ كانت ترى فيه بداية الانحدار الأخلاقي، وتُردد دائمًا أن "الكذبة تجرّ ورائها كذبة أكبر"، لذا زرعت فيها الصدق كقيمة لا تُناقش.
كما تأثرت رجاء الجداوي بعطاء تحية كاريوكا وسخائها، حيث وصفتها بأنها كانت كريمة إلى درجة البذخ، ولا تتوقف عن مساعدة الآخرين حتى لو لم يتبقّ في بيتها سوى القليل. وأشارت إلى أن خالتها كانت تنصب خيمة خاصة في أحد الموالد لخدمة الفقراء، وتحرص على إعداد الطعام لهم بنفسها، بدافع حبها العميق لهم وشعورها بالمسؤولية تجاههم.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.