أكد عمرو احمد الباحث في الشأن الإيراني أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أنها أنهت الموضوع بتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية في إيران، ومع ما ترتب على هذه الضربة، أدرك الجميع أن الحرب قد انتهت.
وقال أحمد في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "المشكلة الأساسية بالنسبة لإيران تكمن في غياب الثقة؛ فهي تريد ضمانات من المجتمع الدولي، وتطالب بدولة ضامنة لمسار المفاوضات، كما تطالب بوعود موثقة من الولايات المتحدة بعدم تكرار سيناريو الضرب مجددً".
وأضاف: "الولايات المتحدة لا ترغب في توسيع رقعة الصراع في هذا التوقيت، خاصة وأن إيران، خلال بعض مراحل الحرب التي استمرت اثني عشر يوما، أثبتت امتلاكها لقدرات صاروخية قوية، وتمكنت من إيذاء الداخل الإسرائيلي وإحداث وجع حقيقي فيه، وهو ما دفع الجميع إلى الاتجاه نحو فكرة التهدئة".
وتابع: "إيران، منفتحة على فكرة الحوار، لكنها في الوقت ذاته تصر على وجود ضامن وتطالب بوعود أمريكية واضحة، بينما نلاحظ في الداخل الإيراني استمرار الترويج لخطاب الحرب".
وأكمل: "خرجت الدولة الإيرانية أو نظام ولاية الفقيه من هذه الحرب بمكسب كبير، تمثّل في حاضنة شعبية أوسع واتفاق أكبر بين الشارع والنظام، رغم الخلافات التي كانت قائمة قبل الحرب، وهو ما أدى إلى حالة من الالتفاف الشعبي حول الدولة".
وأوضح: "استمرار خطاب الحرب يضمن، من وجهة نظر النظام، استمرار هذا الالتفاف الشعبي. فالشارع الإيراني يريد التهدئة، لكنه في الوقت نفسه لا يقبل بتكرار قصف إيران مرة أخرى".
وذكر: "تصريحات صادرة في الوقت الراهن عن قيادات في الحرس الثوري الإيراني تتحدث بوضوح عن أنه في حال توجيه أي ضربات جديدة، فإن الرد سيكون قويا، ما يعكس حالة عدم الثقة في نوايا الولايات المتحدة، وما إذا كانت بالفعل تسعى إلى مفاوضات، أم أنها قد تقدم على ضربة جديدة لاحقًا".
واختتم: "هيكل السلطة في إيران يشهد انقساما حاليا بين من يرى احتمال توجيه ضربة أخرى، وبين من يدعو للانفتاح على مسار التفاوض".
