مصرع مهاجم طلائع الجيش في مدينة طوخ الهادئة، كُتب فصل النهاية المأساوي لقصة صداقة استثنائية جمعت بين قلبين شابين، حيث تحولت ضحكاتهما وأحلامهما إلى ذكرى مؤلمة بعد أن خطفهما قطار الموت في لحظة غادرة، تاركين خلفهما حزنًا عميقًا وقصة وفاء فريدة ستبقى محفورة في ذاكرة كل من عرفهما، إنها مأساة يوسف ويوسف التي تجسد معنى الصداقة حتى الموت.
صداقة ولدت في الطفولة وختمها القدر
لم تكن مجرد صداقة عابرة تلك التي جمعت بين يوسف الشيمي، المهاجم الواعد بفريق طلائع الجيش لمواليد 2009، وصديقه يوسف أبو النصر، بل كانت علاقة أخوة حقيقية بدأت منذ نعومة أظافرهما على مقاعد الدراسة الابتدائية واستمرت حتى أنهيا معًا المرحلة الإعدادية مؤخرًا، وقد شهد لهما الجميع من الأهل والجيران بحسن الخلق والترابط القوي، فكان اسم “يوسف” يتردد دائمًا مقترنًا بالآخر وكأنهما شخص واحد.
مصرع مهاجم طلائع الجيش
تجسدت أسمى معاني الوفاء في آخر لحظات حياتهما، حيث وثق مقطع فيديو مؤثر توجههما لعبور مزلقان السكة الحديد وهما يمسكان أيدي بعضهما البعض في مشهد يعكس عمق الرابطة بينهما، كانا يسيران بخطوات ثابتة نحو مصيرهما المحتوم دون أن يدريا أن القدر يخبئ لهما نهاية مأساوية، فقد كانا يمسكان بالحياة معًا حتى جاء الموت ليقبض على روحيهما وهما متشبثان ببعضهما البعض.
مأساة على قضبان قطار طوخ
في لمح البصر تحول المشهد الهادئ إلى فاجعة تهتز لها القلوب، فبينما كان الصديقان يتسلقان سلالم المزلقان غافلين عن الخطر الداهم، انطلق قطار مسرع قادم من القاهرة متجهًا إلى بنها ليصطدم بهما بقوة ويحول جسديهما إلى أشلاء متناثرة في مشهد يصعب وصفه، لتنتهي حياتهما على الفور تحت عجلات القطار الذي لم يمهلهما فرصة للنجاة.
صدمة تهز القليوبية وجهود للتعرف على الضحايا
عقب الحادث المروع تلقت مديرية أمن القليوبية إخطارًا بالواقعة بعد سماع صرخات الأهالي المذعورين أمام مركز الشرطة، وعلى الفور تحركت سيارات الإسعاف لنقل ما تبقى من جثماني الصديقين إلى مستشفى طوخ المركزي وسط حالة من الحزن والصدمة التي خيمت على المنطقة بأكملها، وقد باشرت النيابة العامة تحقيقاتها للوقوف على كافة ملابسات الحادث الأليم الذي هز أركان المحافظة.