استقبل الممر الملاحي الذي يوصف بأنه بديل قناة السويس ثاني شحنة غاز مسال روسية من محطة يامال، خلال فصل الصيف الجاري.
ويسهل العبور في الطريق -المعروف أيضًا بممر البحر الشمالي- مع بدء ذوبان بعض طبقات الجليد، بعد توقف الحركة خلال فصل الشتاء مع تسبب الظروف الجوية في انخفاض شديد لدرجات الحرارة وتراكم الثلوج.
وبدأت الناقلات المحملة بشحنات الغاز المسال، من المشروع الرائد في موسكو، التوافد على طريق الملاحة منذ النصف الثاني لشهر يونيو/حزيران الماضي، حسب بيانات تتبع سفن تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وبالتزامن مع ذلك، تتوالى مساعي روسيا لبدء إطلاق شحنات مشروع أركتيك2 الخاضع للعقوبات الغربية، وتُشير تحركات ناقلات أسطول الظل إلى تحميلات دون تحديد وجهة بعينها.
شحنات مشروع يامال
انطلقت الناقلة "فلاديمير فورونين" محمّلة بشحنة غاز مسال من مشروع يامال الروسي الذي تطوره شركة نوفاتك، الأحد 29 يونيو/حزيران الماضي، وفق ما نشره موقع أبستريم أون لاين.
واتخذت الناقلة من "بحر كارا" شمال روسيا موقعًا لها ظُهر أمس (الخميس 3 يوليو/تموز)، حسب بيانات لتتبع السفن.

وتنتمي الناقلة إلى طرازات "أرك7" المعروفة بوصفها ناقلات غاز مسال كاسحة للجليد؛ ما يؤهلها لنقل الشحنات مرورًا بالبحر الشمالي.
وتعد "فيلاديمير فورونين" ثاني الناقلات العابرة لبديل قناة السويس بشحنة غاز مسال من مشروع يامال خلال فصل الصيف الحالي، بعدما سبقتها الناقلة "جورجي أوشاكوف"، حسب موقع تريد ويندس.
واتخذت الناقلة -التي بُنيت عام 2019، وتتسع لنحو 172 ألف متر مكعب- من بحر سيبيريا وجهة لها، لدى انطلاقها في 17 يونيو/حزيران الماضي.
مساعي أسطول الظل
لا يخضع مشروع يامال الروسي لعقوبات غربية رغم بعض القيود في مسار الشحنات، ولا تشير المعلومات المتاحة إلى انتماء الناقلتين المذكورتين "جورجي أوشاكوف" و"فيلاديمير فورونين" لأسطول الظل المشمول بالعقوبات.
وعلى النقيض من ذلك يأتي مشروع أركتيك2 للغاز المسال الخاضع لعقوبات منذ سبتمبر/أيلول 2023.
وحاولت روسيا التغلب على العقوبات الأميركية والأوروبية المقيدة لمبيعاتها من الغاز المسال، وعكفت على تطوير أسطول ناقلات يضرب عصفورين بحجر واحد.
ويتهرب هذا الأسطول (الذي يضم في غالبيته ناقلات قديمة ومتهالكة) من تتبع العقوبات الغربية له عبر الانتماء لشركات وهمية وتغيير أسماء الناقلات وملكيتها وأعلامها.
ومن جهة أخرى، تُكثِّف موسكو جهودها لبناء ناقلات غاز مسال كاسحة للجليد جديدة يمكنها عبور ممر البحر الشمالي.
ويمتاز هذا الطريق (المعروف أيضًا بأنه بديل قناة السويس المصرية) بأنها لا يخضع لعقوبات بحد ذاته، لكن يمكن ملاحقة شحنات الغاز المسال فيه عبر ضم الناقلات إلى قوائم الكيانات والمرافق المعاقبة.
وبالتزامن مع دخول فصل الصيف مؤخرًا، كشفت بيانات لتتبع السفن عن تحركات لناقلتين تنتميان لأسطول الظل الروسي وخاضعتين لعقوبات، هما: "أركتيك مولان" و"إيريس".
وحملت كل ناقلة منهما شحنة غاز مسال من مرافق التخزين التابعة لمشروع أركتيك2، خلال شهر يونيو/حزيران الماضي أيضًا، استعدادًا لعبور بديل قناة السويس الجليدي.

بديل قناة السويس
خاضت روسيا أول تجربة ناجحة لعبور الناقلات في بديل قناة السويس، خلال سبتمبر/أيلول 2023، بالتزامن مع فرض العقوبات على أركتيك2.
ورغم التهديد الذي يشكله الطريق للقناة المصرية؛ فإنه مثّل حلًا سحريًا لمعضلة روسيا والعقوبات الغربية؛ إذ أمّن ممرًا لشحنات الغاز المسال بعدما أغلقت أوروبا الطريق أمام استقبال إمدادات غاز جديدة عبر خطوط الأنابيب، سوى المتدفقة بموجب عقد توريد طويل الأجل.
ويُعَد البديل (طريق بحر الشمال، أو الممر الشمالي الشرقي)، أقصر الطرق للربط بين أوروبا وآسيا والمحيط الهادئ، ويختصر 50% من المسافة التي تقطعها ممرات الشحن الأخرى.
ويصل طول الطريق إلى 5.600 كيلومترًا مربعًا، ويعبر من خلال 4 بحار تتفرع من المحيط الشمالي المتجمد، وينطلق من حدود روسيا والنرويج (مضيق كارا بين بحري بارنتس وكارا)، وينتهي عند مضيق بيرنغ.
وبقيت معضلة توفير ناقلات قادرة على عبوره صيفًا مع تراجع الكثافة الجليدية مقارنة بفصل الشتاء، وتتوسع في بناء أسطول من الناقلات كاسحة الجليد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: