تواجه وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، ضغوطًا متزايدة لإعادة تقييم روايتها الرسمية حول نجاح الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، بعد أن أجبرتها تقارير جديدة على الاعتراف بأن القدرات النووية الإيرانية لم تُمحَ بعد.
ووفقًا لصحيفة يو إس توداي، أعلن المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، أن الضربات أثرت على البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا التقييم يأتي بعد تصريحات متضاربة من الرئيس دونالد ترامب، الذي زعم في البداية أن الضربات تمكنت من "محو" البرنامج الايرلني.
كما أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى تحولات متكررة في التقييمات، مما يثير شكوكا وتساؤلات حول مصداقية الإدارة الأمريكية. وعززت صحيفة الجارديان هذا الطرح بتصريحات بارنيل التي تستند إلى بيانات استخباراتية، لكن التناقضات تظل حاضرة بين "التدمير الكامل" و"التأخير المؤقت".
وتكشف التفاصيل أن الضربات، التي نفذتها قاذفات B-2 الأمريكية وصواريخ توماهوك، استهدفت مواقع مثل فوردو ونطنز وأصفهان، لكن النتائج تبدو أقل مما توقعه البيت الأبيض. أشارت صحيفة يو إس توداي إلى أن الضرر طاول بنية تحتية رئيسية، لكن التقييمات تشير إلى أن إيران لا تزال قادرة على استعادة برنامجها بسرعة، خاصة مع وجود مخزون يورانيوم مخصب غير مدمر بالكامل.
وأضافت صحيفة الجارديان أن بارنيل أشار إلى تقييمات داخلية تشير إلى تأخير محتمل، لكن هذا يتعارض مع تقارير أولية من وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) التي قدرت التأخير بأشهر فقط. يبرز هذا التحول شكوكًا حول ما إذا كانت الإدارة تحاول تهيئة الرأي العام لرواية أكثر تفاؤلًا، رغم غياب تقييم نهائي حاسم.
ويزيد الجدل مع تصريحات رئيس المراقبة النووية الدولية، رافاييل جروساي، الذي حذر من أن إيران قد تعاود تخصيب اليورانيوم خلال أشهر، مما يناقض ادعاءات ترامب بـ"التدمير الكلي". وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن صور الأقمار الصناعية تظهر فحصًا إيرانيًا لموقع فوردو، مما يعزز فكرة أن الضرر لم يكن فادحًا كما زُعم. أضافت صحيفة يو إس توداي أن هناك تقارير تشير إلى أن إيران نقلت جزءًا من مخزونها قبل الهجمات، مما يقلل من فعالية الضربات.
واعترف متحدث البنتاجون الآن بأن التقييمات الأولية كانت مبنية على معلومات محدودة خلال 24 ساعة من الضربات، مما يدفع إلى التساؤل: هل تم تضخيم النجاح لأغراض سياسية أم أن الاستخبارات أخفقت في تقدير الوضع؟
وتعقدت الأمور نسبيًا مع إعلان إيران تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) بعد الضربات، مما يعيق التحقق من مصير مخزون اليورانيوم المخصب. وأكدت صحيفة الجارديان أن هناك احتمال أن تكون إيران نقلت جزءًا كبيرًا من مخزونها قبل الهجمات، مما يعني أن الضربات لم تطمس القدرات النووية، بل أجلتها مؤقتًا.
وأشارت صحيفة يو إس توداي إلى أن الضربات دمرت أجزاء من المعدات، لكن الخبراء يرون أن الإيرانيين يمتلكون القدرة الفنية لإعادة البناء، مما يدعم فكرة أن التأخير قد يكون قصيرًا. أكد جروساي أن المعرفة النووية الإيرانية لا يمكن محوها، وهو ما يعزز احتمال استئناف النشاط النووي بسرعة.
في السياق الدولي، تبرز هذه التناقضات كعنصر مثير للقلق، حيث تعتمد الدول على معلومات دقيقة لتحديد موقفها من التوترات الإقليمية. انتقد البعض الرواية الرسمية، معتبرين أن تصريحات ترامب كانت تهدف إلى تعزيز صورته السياسية، بينما يرى آخرون أن الاستخبارات تحتاج إلى مزيد من الوقت لتقديم صورة كاملة. أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن الصراع حول تقييم الضرر أصبح مسألة سياسية بقدر ما هو تقني، مع استمرار الجدل حول فعالية الضربات. وعلق بعض منتقدي إدارة ترامب بأن "البنتاجون يحاول تلميع إخفاقه"، بينما يدافع آخرون عن الجهود العسكرية كخطوة ضرورية، وأضافت صحيفة يو إس توداي أن الرأي العام يشعر بالحيرة من التغيرات المتكررة في الرواية الرسمية التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
واضطر البنتاجون إلى التراجع عن رواية التدمير الكلي، واعترفت وزارة الدفاع الأمريكية بأن القدرات النووية الإيرانية لا تزال قائمة، لكن بتأخير محتمل.