شهدت أسعار الصلب في الصين انتعاشًا ملحوظًا خلال الأيام الأخيرة، بعد موجة تراجعات استمرت لأسابيع، إذ ارتفعت العقود الآجلة لتتجاوز مستوى 3,040 يوانًا للطن، مرتدة من أدنى مستوياتها منذ تسعة أشهر عند 2,940 يوانًا، والتي سُجلت خلال يونيو الماضي.
وجاء هذا الارتداد بدفع من تقارير رسمية أشارت إلى نية الحكومة الصينية فرض قيود على الطاقة الإنتاجية في قطاع الصلب خلال عام 2025، في مسعى للحد من المعروض الزائد في السوق المحلي، وتحقيق نوع من التوازن بين العرض والطلب في ظل تباطؤ الطلب الداخلي وتصاعد الحواجز التجارية العالمية.
وفي هذا السياق، توقعت شركة "باوستيل"، إحدى أكبر شركات إنتاج الصلب في الصين، انخفاض الإنتاج السنوي بما يصل إلى 50 مليون طن، وهو ما أثار موجة من التوقعات المتفائلة بشأن تشدد المعروض وزيادة أسعار المنتجات النهائية.
يأتي هذا التوجه في وقتٍ أظهرت فيه بيانات المكتب الوطني للإحصاء ارتفاع مؤشر مديري المشتريات لقطاع البناء إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر، في إشارة إلى تحسن نشاط قطاع الإنشاءات، وهو من أكبر مستهلكي الصلب في الصين، مقابل ضعف واضح في قطاعات أخرى.
ومع ذلك، لا تزال الضغوط مستمرة على سوق الصلب، نتيجة ارتفاع واردات خام الحديد من أستراليا، خاصة عبر ميناء "بورت هيدلاند" خلال مايو الماضي، بعد تجاوز تأثيرات العواصف المناخية، ما قد يعزز من المعروض الخام ويحد من زخم الانتعاش السعري في الأجل القريب.
ويرى مراقبون أن سوق الصلب الصيني بات أكثر حساسية للقرارات السياسية والتنظيمية، في ظل التغيرات العالمية السريعة في سلاسل الإمداد وأسواق التصدير، مما يجعل استقرار الأسعار مرهونًا بتوازن دقيق بين الإنتاج المحلي والسياسات الحمائية الخارجية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.