في تحذير صارم يعكس تصاعد القلق داخل الأوساط الاقتصادية الأوروبية، دعا المستشار الألماني فريدريش ميرز إلى التوصل السريع لاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن النزاع التجاري القائم، مؤكدًا أن استمرار فرض الرسوم الجمركية المرتفعة سيؤدي إلى أضرار جسيمة في عدد من القطاعات الحيوية في أوروبا.
وقال ميرز، خلال كلمته في فعالية مصرفية بالعاصمة برلين، إن المفاوضات الجارية بين المفوضية الأوروبية والإدارة الأمريكية يجب أن تؤدي إلى "حل سريع وسهل"، محذرًا من أن المحادثات المطوّلة والمعقدة لن تخدم أحدًا، بل ستؤدي إلى تصعيد اقتصادي غير محسوب العواقب.
أزمة تهدد ركائز الاقتصاد الألماني
وحذّر ميرز من التداعيات المباشرة لرسوم جمركية محتملة تصل إلى 30% على الواردات الأوروبية، والتي من المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة في تطبيقها الأربعاء المقبل في حال فشل التوصل إلى تسوية.
وأوضح أن الرسوم المقترحة ستوجّه ضربة قوية للصناعات الأوروبية، وعلى رأسها الكيميائيات، والأدوية، والهندسة الميكانيكية، والألومنيوم، والسيارات، مشيرًا إلى أن هذه القطاعات تمثل الركائز الأساسية للاقتصاد الألماني.
وأضاف: "نحن لا نتفاوض على اتفاق تجاري شامل، بل نُحاول فقط تجنب أزمة جمركية تهدد مستقبل الصناعة الأوروبية"، في تأكيد على الطابع العاجل للأزمة، بعيدًا عن المسارات التفاوضية التقليدية طويلة الأجل.
تحذيرات اقتصادية وقلق من ركود ممتد
ويأتي هذا التحذير بعد تقرير للبنك المركزي الألماني صدر الشهر الماضي، توقع فيه أن يؤدي تفاقم التوترات التجارية مع الولايات المتحدة إلى ركود اقتصادي إضافي لمدة عامين في ألمانيا، التي تُعد القاطرة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي، مما يزيد من الضغوط السياسية على بروكسل وبرلين للإسراع بإيجاد مخرج من الأزمة.
وتراقب الأسواق باهتمام بالغ نتائج المفاوضات بين مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش ومسؤولين أميركيين في واشنطن، والتي لم تسفر حتى الآن عن اتفاق نهائي رغم قرب انتهاء المهلة الرسمية.
تحرك استراتيجي نحو الذكاء الاصطناعي
وفي سياق منفصل، أعلن ميرز عن تقدّم ألمانيا بطلب رسمي لاستضافة اثنين من أصل خمسة مصانع عملاقة للذكاء الاصطناعي يعتزم الاتحاد الأوروبي إنشاؤها خلال السنوات الثلاث المقبلة، في خطوة وصفها بأنها "جزء من استراتيجية أوروبية لتعزيز الاستقلال الرقمي والتكنولوجي".
وأوضح أن برلين تسعى لتأمين دور قيادي في سلاسل التوريد الذكية، وأبحاث الحوسبة الفائقة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصناعة والطاقة، مضيفًا أن هذا التحرك يأتي في وقت تواجه فيه القارة تحديات متزايدة في الحفاظ على تنافسيتها العالمية في المجالات التكنولوجية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.