قال الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، إنّ الصراع بين الدولة والتيارات الدينية في مصر، خلال الحقبة من عام 2000 إلى 2025، لم يكن صراعًا فكريًا حقيقيًا بقدر ما كان تنازعًا على توظيف الدين كأداة للنفوذ والسيطرة، موضحًا، أن كلًا من الدولة والجماعات الإسلامية استخدم الدين بطريقة سياسية.
وأشار، إلى أن إذاعة القرآن الكريم، التي أُنشئت في عهد عبد الناصر، كانت مثالًا على هذا الاستخدام من جانب الدولة لإبراز التدين الشعبي، لا كوسيلة للتنوير أو المواجهة الفكرية.
وأضاف الباز، في حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"، أنّ الرئيس جمال عبد الناصر لم يواجه التيارات الإسلامية فكريًا، بل تعامل معها بالقوة الأمنية، حيث قاد حملة ضد التنظيم دون التصدي لأفكاره، مشيرًا إلى أن محاضر الاتحاد الاشتراكي بعد إعدام سيد قطب تكشف قلق الدولة من تأثير هذه الجماعات على الشباب، وسعيها لمحاولة استقطابهم دون بناء مشروع فكري مضاد.
وتحدث الباز موقف الرئيس أنور السادات، معتبرًا أنه وقع في ما أسماه "الصفقة القاتلة" عندما تحالف مع الإخوان، وقال إن هذا التحالف جاء بسبب عدم حصول السادات على التقدير الكافي من النخب السياسية والثقافية والعسكرية، فلجأ إلى الجماعات الإسلامية للبحث عن دعم شعبي، ولكن هذا القرار أدى في النهاية إلى اغتياله على أيدي من دعمهم.
أما في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، فيرى الباز أنه اعتمد أسلوب الإدارة بالصفقات مع الجماعات، ولم يقدّم مشروعًا وطنيًا أو فكريًا لمواجهتها.
وأشار إلى أن الجماعة الإسلامية والإخوان ازدهروا اقتصاديًا واجتماعيًا في هذه الفترة، حيث تغلغلوا في مؤسسات الدولة والمجتمع، وسط تساهل واضح من النظام، وهو ما اعتبره سببًا رئيسيًا في تعقيد مهمة مواجهتهم لاحقًا.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.