قال الكاتب الصحفي الدكتور محمد الباز، إن ما يُعرف بـ"الاتفاقيات الإبراهيمية" ليست مبادرات سلام دينية، بل هي أداة سياسية قديمة بدأت ملامحها منذ خمسينيات القرن الماضي، وتهدف لتوحيد الأديان الإبراهيمية الثلاثة – الإسلام والمسيحية واليهودية – حول هوية واحدة تمهيدًا لإعادة تشكيل المنطقة سياسيًا واقتصاديًا.
وأضاف الباز، في حواره مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، إنّ الفكرة الأساسية بدأت تتبلور بوضوح في كتاب "دم إبراهيم" للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي صدر عام 1985.
واعتبر أن الأديان السماوية قد قادت البشرية إلى الاقتتال والدمار، ومن ثم فإن الحل يكمن في جمع هذه الديانات تحت مظلة واحدة تؤسس لهوية إقليمية موحدة، وهو ما تبنته الولايات المتحدة لاحقًا وظهرت ملامحه في مبادرات مثل اتفاق أبراهام في عهد ترامب.
وتابع الكاتب الصحفي، أنّ العقبة الأهم أمام تنفيذ هذا المشروع هي إيران، ليس لأنها تُدافع عن الإسلام كما تروّج، ولكن لأنها قوة إقليمية ذات مشروع توسعي يسعى لفرض النفوذ، والدخول في منافسة مباشرة مع إسرائيل على بسط السيطرة في المنطقة. وبالتالي فإن المواجهة الحالية ليست دينية، بل تنافس شرس على النفوذ والسيادة.
وأكد محمد الباز أن على الشعوب أن تُدرك أن هذا النوع من الاتفاقيات والمشاريع لا يستهدف السلام الحقيقي، بل يسعى إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، وإضعاف أي قوة تقف في وجه تمدد إسرائيل أو المشروع الأمريكي، لافتًا إلى أن الدين يُستخدم هنا مرة أخرى كسلاح ناعم لتسويق الخطة الأمريكية على أنها مشروع للسلام الروحي والإنساني.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
