الاربعاء 02 يوليو 2025 | 09:01 مساءً

الجرائم الإلكترونية
في عالمٍ رقمي يتسع فيه الابتكار وتتزايد معه التهديدات، أطلقت شركة Kaspersky الروسية للأمن السيبراني جرس إنذارٍ مدوٍّ بكشفها عن أرقام صادمة تعكس حجم الجرائم الإلكترونية المتصاعدة: مليار دولار هي حصيلة أرباح هجمات برامج الفدية وحدها في عام 2023، فيما تسربت في عملية اختراق واحدة وُصِفت بـ«الكارثة الأمنية المكتملة الأركان» نحو 16 مليار كلمة مرور حول العالم.
حجم الجرائم الإلكترونية المتصاعدة
كشف ماهر يموت، الباحث الأمني الرئيسي في Kaspersky، في مقابلة خاصة مع برنامج Business مع لبنى على قناة «سكاي نيوز عربية»، تفاصيل هذه الأرقام، وحجم الخطر، وطبيعة الأطراف التي تدير «حروبًا غير معلنة» عبر الفضاء السيبراني.
وقال يموت إن الهجوم الأخير الذي أسفر عن تسريب هذا الكم الهائل من كلمات المرور لم يكن حادثًا عارضًا، بل نتاج تداخل عوامل متعددة، مؤكدًا أن البيانات المسربة حديثة تعود للعام 2025، وأن أدوات الاختراق تطورت لدرجة استخدام فيروسات متقدمة مثل «Infostellar»، الذي يثبت نفسه داخل المتصفح مثل «Google Chrome» أو «Firefox» ليستخرج كلمات المرور وبيانات بطاقات الائتمان ويرسلها مباشرة إلى القراصنة.
وأوضح أن المفتاح الرئيسي لهذا الاختراق هو إصرار المستخدمين على تكرار كلمات المرور ذاتها عبر حسابات متعددة، وهو خطأ جسيم يجعل من أي شخص هدفًا سهلاً.
وقدّم يموت مثالًا واقعيًا لطيار تم اختراق بريده الإلكتروني، ليستخدمه القراصنة في الاحتيال على مستأجر حول دفعة إيجار كاملة إلى حساب وهمي، قائلًا: «كل شيء بدأ بكلمة مرور واحدة»، محذرًا من أن البريد الإلكتروني مليء بمعلومات حساسة قد تؤدي إلى سرقة الهوية بالكامل.
وبمجرّد وصول البيانات للمخترق، تصبح الهوية الرقمية للمستخدم ملكًا له يمكن توظيفها في هجمات أكثر تعقيدًا مثل التحويلات المالية أو انتحال الشخصية.
الذكاء الاصطناعي التوليدي
يعتبر يموت أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سلاح ذو حدين، إذ بات بإمكان المخترقين إنتاج محتوى وصور وصوتيات مزيفة تحاكي الأشخاص الحقيقيين بدقة، ما يمهد الطريق لانتحال هويات كاملة.
ويقول: «تخيل أن والدتك تتصل بك وتطلب تحويل مبلغ مالي.. لكنها في الحقيقة ليست والدتك بل ذكاء اصطناعي يقلد صوتها».
ومع وفرة البيانات على الإنترنت، يصبح استخدام الذكاء الاصطناعي في الجرائم الإلكترونية أمرًا شبه حتمي.
سوق للبيانات المسروقة وبرمجيات الفدية
وقال يموت: الويب المظلم بات منظومة اقتصادية متكاملة، وهنا تباع كلمات المرور، البطاقات البنكية، الهويات الرقمية، وحتى برمجيات الفدية، موضحًا: «المخترقون لا يسرقون البيانات فقط، بل يعيدون بيعها وفق تصنيفات مختلف، هناك أسواق متخصصة لكل نوع، وتستقبل هذه الأسواق البيانات المسروقة وتعيد توزيعها على المشترين، سواء كانوا جهات إجرامية أو حتى دولًا».
ووفقًا لبيانات Kaspersky، حصدت هجمات برمجيات الفدية وحدها مليار دولار في 2023، إذ تعتمد آلية هذه الهجمات على تشفير ملفات الأفراد والمؤسسات وطلب فدية مالية لفك التشفير.
وأضاف: «هذه جريمة منظمة قائمة بحد ذاتها، بدلًا من اقتحام المنازل وسرقة الإلكترونيات، صارت السرقة تتم عبر الشيفرة البرمجية».
جيوش رقمية
بحسب يموت، فهناك بعض الدول تمتلك جيوشًا إلكترونية معلنة رسميًا، مهمتها شن أو صد الهجمات السيبرانيةن مضيفًا: «نحن في زمن لم يعد فيه الأمن السيبراني شأنًا سريًا، الحكومات تفخر علنًا بامتلاكها وحدات للهجوم والدفاع الرقمي ضمن جيوشها النظامية».
حصان طروادة للاختراقات
يشدد الباحث الأمني على أن 90% من الهجمات السيبرانية تبدأ بأخطاء بشرية، أبرزها فتح روابط خبيثة أو تنزيل مرفقات بريدية غير آمنة، ويستغل القراصنة هجمات اليوم صفر، وهي ثغرات غير مكتشفة في البرمجيات تُستغل قبل إصدار التحديثات الأمنية.
وحذّر من اتجاه خطير في الهجمات يُعرف بهجمات سلاسل التوريد، حيث يُخترق مزود البرمجيات نفسه، مما يعني إصابة آلاف الأجهزة تلقائيًا.
الوعي هو الدرع الأول
يرى يموت أن الوعي هو خط الدفاع الأول، قائلًا: «المنطقة تنفق على الأمن السيبراني، والبنى التحتية موجودة، لكن تبقى الحاجة إلى التوعية المستمرة والجهد الجماعي»، محذرًا: «حين نسأل عن شكل الجريمة الإلكترونية المقبلة، فالإجابة ببساطة: القادم أعظم.. إن لم نتحرك الآن».
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.