أكد الدكتور سهيل دياب، الباحث السياسي الفلسطيني، أن مسار الأزمة الفلسطينية، في ضوء التطورات المتلاحقة في قطاع غزة، يشير إلى وجود إرادة إسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو للتوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار.
وقال دياب في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "هنالك إرادة إسرائيلية من نتنياهو بالذهاب إلى صفقة، لأسباب عديدة، أهمها المعركة الانتخابية التي دخلت في إسرائيل، وما بعد إيران، هو يريد أن يستثمر أي صورة معينة لاسترجاع شعبيته بالمجتمع الإسرائيلي، إضافة إلى الوضع الجيش المتأزم في قطاع غزة".
وأضاف: "يتلاقى ذلك مع الموقف الأمريكي، الذي يريد ذلك لأسباب أخرى. نقطة الالتقاء أن نتنياهو وترامب لا يريان أن غزة هي أولوية، ليس كما في الملف الإيراني، وإنما هي قضية أصبحت عقبة أمام تنفيذ مصالحهما، كل على حدة".
وتابع: "ترامب يرى أن لديه مصالح كبيرة وصفقات كبيرة في الشرق الأوسط، سواء مع الخليج، سواء مع تركيا، وسواء في الملف السوري أو الملف اللبناني وما يقف عثرة أمام تقدم هذه المصالح ما يجري في قطاع غزة".
وواصل: "نتنياهو يرى أن السبب الذي أدى في حينه لتمديد الحرب بقطاع غزة، لبقاء حكمه السياسي والشخصي في إسرائيل، بات يريد أن يرى أن صفقة الآن من الممكن أن تساعده على ذلك".
وأوضح: "لا ننسى كيف اتفق الرجلان، ترامب ونتنياهو، بما يتعلق بإلغاء محاكم الفساد على نتنياهو في السياسة الإسرائيلية".
وأكمل: "المشهد الآني سيؤدي إلى صفقة، ولكن السؤال المركزي نقطتان مفخختان كبيرتان، وهما أن ترامب ونتنياهو يريدان ذلك لمصالح أكبر، وإذا تتعثر المصالح الأكبر، فسيعودان إلى نقطة البداية، مواصلة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".
واختتم: "الخطر الثاني، هو أن أي اتفاق الآن سيكون رماديا، بمعنى سيحمل تفسيرات مختلفة لكل طرف على حدة، ولن يكون اتفاقًا واضحًا معلنا بكل تفاصيله، وإنما مجمل تفاهمات ثنائية وثلاثية ورباعية، ومن الممكن أن تكون أيضًا متناقضة".