رفضت محكمة أمريكية في بروكلين، أمس الثلاثاء، طلبًا قدمته شركة هواوي تكنولوجيز الصينية لإسقاط معظم التهم الجنائية الفيدرالية الموجهة ضدها، والتي تشمل اتهامات بسرقة أسرار تقنية من شركات أميركية، والاحتيال المصرفي، والتعامل مع إيران عبر شركة تابعة، في قضية تعد من أبرز مظاهر التوتر التجاري والتقني بين الولايات المتحدة والصين خلال العقد الماضي.
في قرار مفصل من 52 صفحة، اعتبرت القاضية الفيدرالية آن دونيلي أن هناك "قرائن مقنعة" بأن هواوي متورطة في سلسلة من الأنشطة الإجرامية، منها الابتزاز الاقتصادي وسرقة أسرار تجارية من ست شركات أمريكية، واستخدام شبكة مالية معقدة لإخفاء تعاملات مرتبطة بإيران من خلال شركة "سكاي كوم" التابعة لها في هونج كونج.
اتهامات متعددة ومحاكمة مرتقبة في 2026
تواجه هواوي 16 تهمة جنائية، سعت لإسقاط 13 منها دفعة واحدة، ووصفت نفسها بأنها "ضحية لملاحقة سياسية"، معتبرة أن الادعاء العام "يبحث عن جريمة" في أنشطتها التجارية الدولية، دون أساس واقعي.
ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في 4 مايو 2026، وسط توقعات بأن تمتد لعدة أشهر، في ظل تعقيد الملفات الفنية والقانونية المرتبطة بالتكنولوجيا، والتحقيقات التي بدأت منذ العام 2018 في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ضمن حملة أوسع أطلقتها وزارة العدل الأمريكية آنذاك لمواجهة ما اعتبرته "انتهاكات ممنهجة من الصين لحقوق الملكية الفكرية".
خلفية سياسية وتقنية ممتدة
تمثل القضية حلقة في سلسلة من الضغوط التي تمارسها واشنطن على شركة هواوي منذ عام 2019، حين فرضت الحكومة الأمريكية قيودًا صارمة على وصول الشركة إلى التقنيات الأمريكية، استنادًا إلى "مخاوف تتعلق بالأمن القومي"، رغم نفي هواوي المتكرر لهذه الاتهامات، وتأكيدها أنها لا تمثل تهديدًا للولايات المتحدة.
وتُذكر هذه التطورات بما تعرضت له المديرة المالية للشركة، منغ وانزو، التي احتُجزت في كندا لأكثر من ثلاث سنوات قبل أن تُسقط عنها التهم وتعود إلى الصين في عام 2022، ما أثار جدلاً واسعًا حول البعد السياسي في ملاحقات الشركة.
تحولات في السياسة الأمريكية تجاه الصين
وفي تحول سياسي لافت، كانت إدارة الرئيس جو بايدن قد ألغت في عام 2022 مبادرة وزارة العدل الخاصة بـ"مكافحة التجسس الصيني"، وذلك بعد انتقادات بأنها أدت إلى تنميط عنصري وأثّرت على التعاون العلمي الدولي، لكن ذلك لم يمنع استمرار القضايا القائمة، مثل ملف هواوي، التي ظلت تشكل أحد محاور التوتر المستمر بين واشنطن وبكين.
وتواصل هواوي، التي تتخذ من مدينة شينزن الصينية مقرًا لها، نشاطها في أكثر من 170 دولة، ويعمل بها أكثر من 208 آلاف موظف، رغم التحديات الدولية والحصار التكنولوجي الأمريكي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.