في خطوة استراتيجية نحو تعزيز البنية التحتية للطاقة في الأردن، وقعت شركة "بتروجت" المصرية اتفاقية شراكة مع كل من شركة الخطوط الوطنية الأردنية لتشغيل السفن، والشركة الأردنية لصناعة وتعبئة الغاز البترولي المسال، لتنفيذ مشروع ضخم لتخزين الغاز البترولي المسال في منطقة العقبة، جنوب المملكة.
ويأتي هذا المشروع كأحد المحاور الأساسية لبناء منظومة متكاملة لتخزين وتوزيع الغاز في الأردن، حيث يهدف إلى تحسين كفاءة سلسلة الإمداد وخفض التكاليف التشغيلية المرتبطة بنقل الغاز من العقبة إلى مختلف محافظات المملكة، إلى جانب تأمين استمرارية التزويد حتى في ظل الأزمات أو ظروف التشغيل الطارئة.
بعد استراتيجي يعزز الأمن الطاقي الأردني
يمثل هذا المشروع نقلة نوعية في جهود المملكة لتعزيز أمنها الطاقي من خلال تنويع مصادر التوريد وتوسيع القدرات اللوجستية. وبحسب مختصين في قطاع الطاقة، فإن المشروع من شأنه أن يسهم في تقليص الاعتماد على صهاريج النقل الطويلة، ويخفض التكاليف على المواطن والدولة على حد سواء، لا سيما في ظل التقلبات التي تشهدها أسواق الطاقة عالميًا.
كما يأتي في وقت تتسارع فيه وتيرة الطلب المحلي على مصادر الطاقة النظيفة، خصوصًا مع توسع الاستخدامات المنزلية والصناعية للغاز المسال، مما يعزز أهمية المشروع في دعم استدامة منظومة الطاقة.
نموذج ناجح للتعاون الإقليمي
يمثل المشروع الجديد نموذجًا متقدمًا للتكامل المصري الأردني في قطاع الطاقة، إذ تستثمر شركة بتروجت، الذراع الهندسي لقطاع البترول المصري، خبراتها الفنية في تنفيذ البنية التحتية للمنشآت الاستراتيجية، بما يعزز من الثقة في القدرة على تسليم المشروع بأعلى المعايير العالمية.
ويؤكد هذا التعاون تنامي العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وعمّان، خاصة في قطاع الطاقة، الذي شهد في السنوات الأخيرة اتفاقيات متعددة شملت تبادل الغاز والكهرباء وتنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات النقل والتكرير.
التزام بالمعايير البيئية والسلامة الصناعية
بحسب بيان الجهات المنفذة، فإن المشروع سيُدار وفقًا لأعلى معايير السلامة الصناعية والبيئية، مع اعتماد تقنيات متطورة في تخزين الغاز البترولي المسال، بما يسهم في تقليل الفاقد من الغاز وتقليص الانبعاثات الضارة، انسجامًا مع التزامات الأردن الدولية في مجال التغير المناخي.
موقع استراتيجي يعزز الجدوى الاقتصادية
تشكل منطقة العقبة بوابة لوجستية بحرية حيوية، ما يمنح المشروع بعدًا استراتيجيًا في خفض تكلفة الاستيراد وتسهيل عمليات التوزيع الداخلي، خاصة مع توافر البنية التحتية البحرية التي تتيح استقبال الناقلات وتخزين الغاز بكفاءة، قبل نقله إلى مراكز الاستهلاك في عمّان والشمال الأردني.
يرى مراقبون أن المشروع قد يكون مقدمة لتوسيع الشراكات المصرية الأردنية في مجالات أخرى بالطاقة، مثل مشروعات الهيدروجين الأخضر وتخزين الطاقة الكهربائية، بما يعكس اتجاها إقليميًا لبناء شبكات طاقة ذكية ومترابطة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
