عجل الحريق المهول الذي شب في أحد الأسواق المؤقتة بجماعة عين حرودة، ضواحي المحمدية، بتعالي أصوات مطالبة بفتح السوق النموذجي المغلق منذ سنوات.
وعبرت فعاليات مدنية محلية عن غضبها من استمرار إغلاق السوق النموذجي الذي تم تشييده في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2018، دون أن يستفيد منه التجار.
وسجل العديد من التجار خلال اندلاع النيران في السوق المؤقت، التي أتت على سلعهم، أن الاستمرار في التواجد بهذا السوق العشوائي لم يعد مقبولا، مطالبين بفتح السوق النموذجي.
ودعت فعاليات بهذه الجماعة التي تعرف كثافة سكانية كبيرة وباتت تتوفر على “المدينة البيئية زناتة”، عامل إقليم المحمدية إلى التدخل العاجل لفتح السوق النموذجي في وجه التجار، والحد من الاشتغال في المجال العشوائي الذي يسمح بانتشار الباعة الجائلين.
في هذا السياق، قال عزيز حناوي، فاعل مدني بمدينة عين حرودة، إنه “رغم مرور أكثر من سبع سنوات على انطلاق هذا المشروع، ظل التجار ينتظرون استكمال أشغاله على أمل تحسين أوضاعهم، بعدما انتقلوا مؤقتا إلى فضاء مجاور للسكك الحديدية خلف قنطرة حي الأمل، وهو موقع غير ملائم أثّر سلبا على حركتهم التجارية وتسبب في ركود اقتصادي كبير بالنسبة لهم”.
وأضاف حناوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن الحريق الذي شب في السوق المذكور “زاد من معاناة هؤلاء التجار بعدما التهمت النيران الأخضر واليابس، مخلفة خسائر مادية جسيمة، وتوقفا تاما لنشاط العديد من التجار الذين يعتمدون على هذا النشاط كمصدر رزق وحيد لإعالة أسرهم”.
ودعا الفاعل الجمعوي ذاته جميع الجهات المعنية إلى “الإسراع بإخراج السوق النموذجي إلى حيز الوجود في أقرب الآجال، وطي صفحة الانتظار التي دامت سنوات طويلة، والتخفيف من معاناة العشرات من الأسر التي تعيش على هذا النشاط التجاري الحيوي”.
من جهته، ذكر رشيد قبلاني، ناشط جمعوي بزناتة، أن الإبقاء على السوق النموذجي مغلقا في وجه التجار “يسهم في تزايد الباعة الجائلين في المنطقة، ويتسبب في الفوضى بأحياء المدينة”.
ولفت قبلاني الانتباه إلى أن تجارا كثرا باتوا متذمرين من استمرار إغلاق السوق النموذجي ويطالبون السلطات بفتحه في أسرع وقت.
وشدد المتحدث نفسه على أن عين حرودة، القريبة من محور المحمدية والدار البيضاء، “يلزم أن تساير إيقاع التنمية الذي تعرفه المدن بسبب الاستعداد لكأس العالم، وهو ما يتطلب القطع مع مظاهر الفوضى والعشوائية في الأحياء، وعلى رأسها وضع حد للأسواق العشوائية وفتح الأسواق النموذجية في وجه التجار وتنظيمهم”.