البورصات العالمية تترقب تطورات مفاوضات الرسوم الجمركية

سجلت أسواق الأسهم العالمية تراجعا اليوم الثلاثاء، مع استمرار حالة الترقب لدى المستثمرين في ظل مؤشرات اقتصادية متباينة، بينما ينتظر الجميع نتائج المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة. 

تراجع مؤشر الأسواق الأمريكية 

في «وول ستريت»، تراجع مؤشر «ناسداك» بنسبة 0.95% عند الساعة 16:31 بتوقيت جرينتش، وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.15%، بينما صعد مؤشر «داو جونز» بنسبة 1.05%.

وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، مشروع قانون خفض الضرائب بأغلبية 51 صوتا مقابل 50. ويتضمن النص خطة واسعة لخفض الضرائب وتقليص الإنفاق يدعمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ يشمل المشروع مجموعة من الأولويات الرئيسة لترامب، لكنه سيضيف نحو 3.3 تريليون دولار إلى الدين الوطني.

ومن المنتظر أن يحال المشروع الآن إلى مجلس النواب للحصول على الموافقة النهائية. ويهدف التشريع إلى تعويض جزء من تكلفة خفض الضرائب من خلال تقليص مخصصات برنامج «ميديكيد» وخفض بعض برامج المساعدات الغذائية المخصصة للأمريكيين ذوي الدخل المنخفض.

أما في أوروبا، فقد أغلق مؤشر «داكس» الألماني على تراجع بنسبة 0.99%، في حين ارتفع مؤشر لندن «فاينانشيال تايمز» بنسبة 0.28%، واستقر مؤشر باريس «كاك 40» تقريباً مسجلاً تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.04% مع توازن بين أداء قطاع السلع الفاخرة والضغوط من قطاع الدفاع. 

كما صعد مؤشر «إس إم آي» السويسري بنسبة 0.35% مع تحوله إلى المنطقة الإيجابية في نهاية الجلسة.

 بيانات أمريكية متباينة تربك المستثمرين

تركز المستثمرون خلال جلسة الثلاثاء على مؤشر «آي إس إم» لقطاع الخدمات في الولايات المتحدة، الذي جاء مطابقاً لتوقعات السوق. وأشار فلوريان يلبو، رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في «لومبارد أودييه»، إلى أن هذه البيانات تعكس «تباطؤ الديناميكية الاقتصادية في الولايات المتحدة»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وأوضح يلبو أن أحد مكونات مؤشر «آي إس إم»، وهو مؤشر الأسعار المدفوعة، واصل اتجاهه التصاعدي، مما أثار تساؤلات المستثمرين حول ما إذا كان هذا الارتفاع يعكس «ضغوطاً تضخمية متزايدة» أم أنه نتيجة «تآكل هوامش أرباح الشركات الأميركية؛ بسبب الرسوم الجمركية وارتفاع تكاليف المدخلات».

وأضاف أن السوق ركزت بعد صدور البيانات على المخاوف التضخمية أكثر من المخاطر المتعلقة بالنمو الاقتصادي، مما أدى إلى ضغط على الأسهم. في المقابل، شكّل تقرير «JOLTS» الصادر عن وزارة العمل الأميركية مفاجأة إيجابية مع تسجيل ارتفاع غير متوقع في عدد الوظائف الشاغرة.

وتعد سوق العمل أحد العوامل الأساسية التي يراقبها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عند تحديد السياسة النقدية، إذ إن ضعف سوق العمل قد يدفع نحو خفض أسعار الفائدة، بينما استمرار قوته قد يدعم الإبقاء على الفائدة عند مستوياتها المرتفعة الحالية.

تحركات محدودة في السندات والعملات

في سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.27% بحلول الساعة 16:31 بتوقيت غرينتش، مقارنة مع 4.23% عند إغلاق جلسة الاثنين. أما العائد على السندات الألمانية لأجل عشر سنوات، الذي يعد مرجعاً في أوروبا، فقد انخفض إلى 2.57% مقارنة مع 2.60% في الجلسة السابقة.

وفي سوق العملات، انخفض الدولار الأميركي بنسبة 0.10% مقابل اليورو، إذ سجل اليورو 1.1775 دولار، بعد أن أنهى الدولار أسوأ نصف سنة له منذ عام 1973 بخسارة بلغت 10.8% خلال هذه الفترة.

وقال فيليب كوهين، مدير المحافظ في «كيب لينك» لوكالة الأنباء الفرنسية: «بخلاف البيانات المنشورة، كانت جلسة اليوم باهتة بانتظار نتائج المفاوضات التجارية». ويتابع المستثمرون من كثب المحادثات التي تجريها واشنطن مع العديد من الدول في محاولة لتجنب فرض الرسوم الجمركية الضخمة التي هدد بها الرئيس دونالد ترامب، والتي تم تعليقها مؤقتًا حتى 9 يوليو. وفي أوروبا، لم يتم التوصل بعد إلى أي اتفاق.

ترامب يهاجم ماسك وتراجع حاد لأسهم «تسلا»

في تطور لافت، هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجدداً الملياردير إيلون ماسك، متهماً إياه بالاعتماد على الدعم الحكومي الأمريكي، قائلًا: «لولا تلك الإعانات، لكان مضطراً لإغلاق شركته والعودة إلى جنوب أفريقيا»، عبر منصته «تروث سوشيال».

هذا التصعيد الجديد في الخلاف بين الرجلين تسبب بهبوط سهم «تسلا» بنسبة 5.06% في «وول ستريت»، مما أدى إلى تراجع القيمة السوقية للشركة دون حاجز التريليون دولار.

استقرار أسعار النفط مع ترقب اجتماع «أوبك+»

استقرت أسعار النفط يوم الثلاثاء بعد تراجعات حادة أعقبت الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بينما يترقب المستثمرون إعلان «أوبك+» المنتظر يوم الأحد بشأن إنتاج شهر أغسطس.