أخبار عاجلة

مبادرة مدنية دولية تدعو إلى تهيئة أجواء المصالحة بين الجزائر والمغرب

مبادرة مدنية دولية تدعو إلى تهيئة أجواء المصالحة بين الجزائر والمغرب
مبادرة مدنية دولية تدعو إلى تهيئة أجواء المصالحة بين الجزائر والمغرب

مبادرةٌ من أجل إحياء “المشروع المغاربي المشترك” يقودها فاعلون مدنيون دوليون؛ من بينهم جمال بنعمرو، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة الأسبق، تشدّد على أنه “رغم قتامة الصورة المغاربية، فإنها لا تخلو من نقاط ضوء؛ فالغالبية العظمى لأبناء المنطقة لم يتخلوا عن حلم الأجداد والآباء في توحيد الصف المغاربي. كما أن الخلافات السياسية المزمنة ظلت إلى حد كبير مقتصرة على الأنظمة والقيادات السياسية ولم تؤثر في المستويات الشعبية، على الرغم من ظهور مؤشرات خطيرة في الآونة الأخيرة على تنامي خطاب الكراهية وانتشاره عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي”.

ووفق معلومات توصلت بها هسبريس، فإن “المركز الدولي لمبادرات الحوار”، المشرف على المبادرة، يعتبر ملف الاتحاد المغاربي “إطارا ممكنا لنقاش القضايا الخلافية، والتفكير في حل الأزمات الراهنة، والوقاية من صراعات جديدة لا طائل منها”، مردفا أن مبادرته هذه تحاول “كسر جدار الصمت الذي تختبئ وراءه الأغلبية الصامتة المؤيدة للاتحاد المغاربي، في ظل طغيان الصوت العالي لدعاة القطيعة”.

ومن المرتقب أن يوفر المركز منصة لإنشاء “لجنة متخصصة في التفكير الإيجابي بشأن المشروع المغاربي المشترك، يكون هدفها تشخيص العوائق التي تحول دون استكماله، واقتراح حلول للمشاكل القائمة، وإطلاق مبادرات لرأب الصدع، وإصدار أبحاث وأوراق سياسات تساعد في فهم المعضلة المغاربية”؛ وهي لجنة من المزمع أن تتكون من “شخصيات مغاربية من ذوي الخبرة والتجربة، وتتمتع بالاستقلالية الفكرية”.

وذكر تصوّر المبادرة أنه “بعد إعلان الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في غشت 2021، انتقلت علاقات البلدين من درجة البرود المزمن إلى درجة التجمّد. وقد توالت بعد هذا التاريخ الكثير من الأحداث والوقائع التي أفضت إلى احتدام التوتّر بين الجارين؛ الأمر الذي يسير بالمنطقة نحو مصير المجهول”، مردفا أن “سباق التسلّح الذي ينهجه البلدان، بالإضافة إلى تفشّي خطاب الكراهية في بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بهدف الوقيعة بين الشعبين، الجزائري والمغربي، يُصعّدُ من فرضية حدوث صدام عسكريّ في المستقبل ما لم يتم احتواء الأزمة، كما يُقوّض الاستقرار وأسس السلام في المنطقة المغاربية”.

وتابعت المبادرة: “لقد تميّزت العلاقات المغربية الجزائرية على مدى ستة عقود بالقطيعة أكثر منها بالاتصال، وسادت في غالب الأحيان حالة من “اللاَّعداء” و“اللاَّتقارب” لم تسمح بتحقيق كل إمكانيات علاقة الجوار؛ لكنها أبقت مستوى التوتر بين البلدين في حدود دنيا، وحالت دون تكرار المواجهة العسكرية المباشرة أو شبه المباشرة كما حدث في الستينيات والسبعينيات”.

ثم أردفت المبادرة: “بغض النظر عن الأسباب التي سيقت لتبرير هذا التصعيد والدفوع التي قدمت لرفضه، من الواضح أنّ هذا الفصل الجديد في الأزمة القديمة بين البلدين يضعهما أمام سيناريوهات أغلبها غير محمود العواقب، وقد يكون أفضلها في الوقت الراهن هو احتواء التوتّرات القائمة، بما فيه خفض منسوب الخطب التحريضية والعدائية الصادرة عن جهات متعدّدة من البلدين الجارين، في أفق تهيئة الظروف لانفراج جديد يقود إلى المصالحة”.

وترى المبادرة المدافعة عن “الاتحاد المغاربي” أن “حلم بناء الاتحاد المغاربي أصبح الآن أبعد من أي وقت مضى؛ فلا يمكن تصور أي تقدم في هذا المشروع الاستراتيجي، الذي أسّس له رواد معارك التحرير والاستقلال في البلدان المغاربية، من دون ترميم العلاقة بين أكبر وزنين ديموغرافيين واقتصاديين وسياسيين في المنطقة”.

ويسجّل التصوّر أن “الطبيعة المعقدة للعلاقات المغربية الجزائرية” قد ظلت “العقبة الرئيسة أمام بناء الاتحاد المغاربي. وقد تنوعت عناوين التأزم في تلك العلاقة؛ بدءا من التاريخ المعقد بين الجارين، مرورا بالتنافس على الريادة الإقليمية، وصولا إلى إبقاء الحدود مغلقة لربع قرن فيما يشبه العقاب الجماعي للمواطنين الذي يسكنون على جانبي الحدود”.

وعلى الرغم من “العناصر الثقافية والنفسية التي تجعل مشروع الاتحاد المغاربي سهل التملك من قبل الشعوب”، فإن “تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية جمة تفرض نفسها على المنطقة. وتجعل من هذا الاتحاد ضرورة حيوية وليس فقط إشارة وفاء لأجيال المقاومة والاستقلال؛ فمنطقة الساحل التي تحيط بالمنطقة جنوبا باتت ساحة لكل الأنشطة المزعزعة للاستقرار من إرهاب، وتهريب للسلاح، واتجار بالبشر وهجرة غير (نظامية) (…) وأصبحت ليبيا ساحة للأجندات والمصالح الخارجية المتنافسة في غياب أي تنسيق مغاربي. كما أن الإكراهات الاقتصادية التي تواجهها الدول المغاربية منفردة؛ كالبطالة والأمن الغذائي والمائي والطاقي، ومنافسة التكتلات الإقليمية، وتراجع قيمة العملات وتآكل القدرة الشرائية للمواطنين، يمكن مجابهتها بشكل أفضل جماعيا؛ بالنظر إلى الإمكانات التي يمكن أن تجنيها هذه الدول من تطوير شراكتها الاقتصادية”.

وتسطّر المبادرة على أن البلدان المغاربية قد ضيّعت “فرصا تعد ولا تحصى لتحقيق الاستفادة القصوى من الطبيعة التكاملية لاقتصاداتها؛ بل أهدرت من السنوات والثروات ما هو ملك للأجيال المغاربية وليس للساسة العاجزين عن تبني منطق تصالحي، والخروج من حلقة الصراع المفرغة. فإلى اليوم، تظل المنطقة المغاربية أقل الأقاليم الجغرافية اندماجا في العالم. ويكفي النظر إلى الإنجازات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمجموعات الجغرافية التابعة للاتحاد الإفريقي، للوقوف على حجم التأخر وفداحة الهدر في المنطقة المغاربية”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق النائب محمود البرعي: بعض ملاك الايجار القديم تنطبق عليهم شروط الزكاة
التالى الاتحاد يطلب ضم موهبة الأهلي ضمن صفقة مروان عطية