د.محمود مسلم: لم أشك أو أشكك ولو لحظة بأن الإخوان كانوا في طريقهم للرحيل لا محالة
د.مسلم: جيش مصر الوحيد الذي وقف أمام إسرائيل وهزمها هزيمة ساحقة في أكتوبر 1973
وصف د. محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، ثورة 30 يونيو بأنها حصنت وعي المصريين ضد المؤامرات، فقد كانت نقطة تحول كبرى في إدراك المصريين لما يحاك ضد البلاد من مؤامرات، وشهدت تكاتف كل طبقات وفئات الشعب المصري على مطلب واحد "استعادة وطنهم".
وأرجع مسلم الدور العبقري لثورة 30 يونيو في أنها أعادت الأوضاع إلى نصابها السليم، وقضت على حالة العداء المفتعلة بسبب أهل الشر والتي أرادت الوقيعة بين المصريين والمؤسسات الوطنية التي تحمي البلاد، وقال خلال حواره مع الإعلامية كريمة عوض في برنامج "حديث القاهرة" المذاع على شاشة "القاهرة والناس"، إنه لم يكن أمام القوات المسلحة المصرية سوى التدخل في 30 يونيو لإنقاذ الشعب المصري وتخليصه من الوضع القائم آنذاك، وكالعادة انحاز الجيش المصري لإرادة الشعب وحققها وهو يحميه ويكشف له المخطط كاملا، وهو ما اكتشفته المنطقة برمتها، اكتشفت دور الجيش الوطني وأهميته في حماية الأوطان، وأنه كان مع إرادة المصريين كلمة السر في مرور عاصفة الربيع العربي على مصر بردا وسلاما.
ولم يشكك مسلم أو يشك بحسب تعبيره في رحيل الإخوان عن الحكم، قائلا: "كان لديّ إيمان عميق بأن الإخوان كانوا في طريقهم للرحيل لا محالة"، لأنه "خطفوا" ثورة يناير بعد أيام قليلة من اندلاعها، لافتا إلى أنه التقى بأحد أفراد الإخوان في 28 يناير، والذي اعترف بوجودهم ولكن مع تعليمات بعدم رفع شعارات أو الظهور علانية، وبعدها اكتسبوا نفوذًا من خلال سيطرتهم على الميكروفونات وحركة الدخول والخروج من الميدان، وكمثال على ذلك، رفع الأحذية في ميدان التحرير عندما تم الإعلان عن عمر سليمان نائبًا للرئيس، وهو قرار كان يأمله الكثيرون من المعارضة المدنية، وأن من ينكر دور الإخوان في ذلك لا يفهم الجماعة.. وأشار د. مسلم إلى أن ثورة 25 يناير 2011 مثلت هي الأخرى نقطة تحول كبرى في تاريخ مصر الحديث، لكنها تعرضت للاختطاف من قبل تنظيم الإخوان.. مؤكدًا أن الثورة كانت "غير متوقعة" رغم وجود حالة من الغضب والشحن الشعبي، مستشهدا بما قاله المحامي الحقوقي نجاد البرعي إن المتظاهرين في ميدان التحرير يوم 25 يناير، مع تزايد أعدادهم، لم يكونوا يعرفون ما يطلبونه، وأن المطالب الأولية كانت إقالة حبيب العادلي، وليس مبارك، في مساء يوم 25 يناير.
وأوضح رئيس لجنة الثقافة والإعلام أن الأخطاء التي وقعت في الأيام الأولى من الثورة، وتحديدًا بين 25 و28 يناير، ساهمت في زيادة "الكتلة الحرجة" للمتظاهرين في الميدان، مشيرا إلى أن الشعب المصري لم يكن يتوقع ما حدث يوم 28 يناير، حيث كان الجميع قد رتب أموره ليوم الجمعة، ولم يتخيل أحد هذا الكم من الحشود في التحرير.
ووصف رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشيوخ ثورة يناير بأنها "غيرت في مصر كثيرًا وأعطت الناس الجرأة ومنحت فرصة لجيل جديد"، معربا عن أسفه لأن كثيرًا منهم لم يستثمرها ولم يستغلها، وتركوا الإخوان يفسدونها كعادتهم في كل المواقف.
وربط مسلم بين الاخوان والإسرائيليين حين وصف التحديات التي تمر بها مصر الآن بأنها لا تختلف كثيرا عن تحديات حرب أكتوبر، واصفا الانتصار العظيم في 73 بأنه كان بمثابة "جبر للكسر" الذي تعرضت له مصر، وأعاد لها كرامتها، وقال خلال حديثه للقاهرة والناس في إطار احتفالات ذكرى 30 يونيو: "نحن الجيش الوحيد الذي وقف أمام إسرائيل وهزمها هزيمة ساحقة، واستعدنا أرضنا بطريقتين..وهذه الفترة شهدت تحولات شاملة في مصر على الصعيد الاقتصادي والثقافي والفكري، ممهدة لمرحلة جديدة في تاريخ البلاد"،