تشهد القارة الأوروبية موجة حارة شديدة، أدت إلى اندلاع حرائق في عدد من المناطق وكانت تركيا أحد أكثر الدول التي تضررت جراء حرائق الغابات وأدت إلى إجلاء أكثر من 50 ألف شخص من منازلهم.
النيران تبتلع المنازل في تركيا
ولليوم الثاني على التوالي، يواصل رجال الإطفاء مكافحة حرائق الغابات في مقاطعة إزمير التركية المطلة على بحر إيجة، والتي تضم العديد من المنتجعات السياحية الشهيرة في البلاد والمواقع الأثرية الشهيرة عالميًا.
وبثّت وسائل الإعلام المحلية صورًا للدمار، تُظهر ألسنة اللهب المشتعلة وأعمدة الدخان الكثيفة. وتضررت عشرات المنازل أو دُمرت.
وصرح وزير الزراعة والغابات التركي، إبراهيم يوماكلي، يوم الاثنين، بأن سرعة الرياح التي تُؤجج الحرائق بلغت 65 كيلومترًا في الساعة في منطقتي كويوجاك ودوجانبي بإزمير. وكانت الرياح قوية لدرجة أن عدة طائرات هليكوبتر أُجبرت على الهبوط.
حريق متعمد واعتقال أحد المشتبه به
أصيب حوالي 21 شخصًا في الحرائق، ولم تُسجل أي وفيات. وأضاف يوماكلي أن السلطات تُجري تحقيقًا في احتمالية أن يكون الحريق متعمدًا.
وأعلن وزير العدل التركي يلماز تونج عن اعتقال مشتبه به على خلفية حريق آخر في منطقة بوكا بإزمير. ويُزعم أن الشخص أشعل الحريق بالبنزين.
فيما أعلنت مديرية الاتصالات أن إجمالي الحرائق التي اندلعت في أنحاء تركيا خلال الأيام الثلاثة الماضية بلغ 263 حريقًا، وتمت السيطرة على 259 منها.
وتعرضت المناطق الساحلية في تركيا، مثل العديد من البلدان الأخرى المطلة على بحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط، لحرائق الغابات مع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في فصل الصيف.
يُشار إلى تغير المناخ باعتباره العامل الرئيسي وراء موجات الحر التي تجتاح أوروبا، حيث تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في فرنسا واليونان وإسبانيا.
وتُعدّ السياحة أحد أهم مصادر الدخل في تركيا، حيث تُمثّل نحو 13% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024. وقد حقّق القطاع 9.4 مليار دولار أمريكي بين يناير ومارس فقط، بزيادة قدرها 6% عن الفترة نفسها من العام الماضي. وارتفع إجمالي إيرادات السياحة بنسبة 8.3% ليصل إلى 61 مليار دولار أمريكي في عام 2024.
موجة حر تضرب أوروبا
وتواجه معظم دول جنوب أوروبا ظروفًا حارة شديدة. وتتجاوز درجات الحرارة في العديد من أجزاء القارة 40 درجة مئوية.
وتم تسجيل رقم قياسي جديد للحرارة في إسبانيا لشهر يونيو في بلدة إل جرانادو على الحدود مع البرتغال، حيث وصلت درجة الحرارة إلى 46 درجة مئوية.
وأصدرت إسبانيا والبرتغال واليونان وفرنسا تحذيرات من الحرارة الشديدة وحرائق الغابات والصحة .
وتسري حاليا تحذيرات من الحرارة الحمراء في البرتغال وإيطاليا وكرواتيا، في حين تغطي التحذيرات باللون الأصفر أجزاء من النمسا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا والبوسنة والهرسك والمجر وصربيا وسلوفينيا وسويسرا.
وظهرت حرائق الغابات أيضًا في أهم المواقع السياحية في أنطاليا ومرسين، على الرغم من أن السلطات تمكنت من احتوائها أو إخمادها
وتعد تركيا من بين الدول الأكثر تضررا من موجة الحر المستمرة التي تجتاح جنوب أوروبا.
وتستعد عدة مناطق في إيطاليا - بما في ذلك لاتسيو، وتوسكانا، وكالابريا، وبوليا، وأومبريا - لحظر العمل في الهواء الطلق خلال الأجزاء الأكثر حرارة من الأيام بسبب المخاوف الصحية.
وضعت وزارة الصحة الإيطالية، أمس، 21 مدينة من بين 27 مدينة خاضعة للمراقبة تحت أعلى درجات التأهب الصحي، ومن بينها روما ونابولي وميلانو.
وفي البرتغال، تم وضع ثلثي البلاد في حالة تأهب قصوى تحسبا لارتفاع شديد في درجات الحرارة وحرائق الغابات قبل أن تتجاوز درجات الحرارة 42 درجة مئوية في لشبونة.
وتعرضت جزيرة خيوس اليونانية، وهي خامس أكبر جزيرة في البلاد، لحرائق أتت على 11 ألف فدان من الأراضي الحرجية والمراعي .وأدى حريق غابات كبير اندلع جنوب أثينا، الخميس، إلى عمليات إخلاء وإغلاق طرق بالقرب من معبد بوسيدون الذي يعود تاريخه إلى 2700 عام.
