شبح "داعش" يخيم على المشهد.. اختفاء غامض لـ33 امرأة علوية يثير ذعرًا في سوريا

في خضم الفوضى التي تعيشها سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، تشهد البلاد تطورًا مقلقًا تمثل في اختفاء 33 امرأة وفتاة من الطائفة العلوية، تتراوح أعمارهن بين 16 و39 عامًا، وذلك منذ شهر مارس، وسط تصاعد القلق داخل المجتمعات العلوية في محافظات طرطوس واللاذقية وحماة.

وبحسب تقرير لموقع قناة فرانس 24، فإن العائلات تتهم جماعات مجهولة بالوقوف وراء عمليات اختطاف واتجار بالبشر، في وقت تواصل فيه السلطات السورية الحالية التقليل من خطورة الظاهرة، معتبرة أن هذه الحالات ناجمة عن “خلافات شخصية أو عائلية”.

قصة عبير 

من بين القصص التي أثارت مشاعر الصدمة، قصة عبير (29 عامًا) التي اختفت من مدينة صافيتا في مايو الماضي. عائلتها تلقت اتصالًا عبر تطبيق "واتساب" من رقم تابع لشبكة اتصالات عراقية، يطالب بفدية قدرها 15 ألف دولار. 

لاحقًا، تحدثت عبير بنفسها وقالت إنها "لم تعد في سوريا" ولا تفهم اللغة المحيطة بها، ما يعزز فرضية تهريبها خارج البلاد.

ورغم أن عائلتها أرسلت المبلغ المطلوب عبر تحويلات مالية إلى مدينة إزمير التركية، انقطع التواصل مع الخاطفين، ولا تزال عبير مفقودة حتى اليوم.

عنف يستهدف العلويين وتكتم رسمي

تزامنت هذه الحوادث مع تصاعد استهداف مناطق علوية، لاسيما في الساحل السوري، من قبل جماعات مسلحة محسوبة على الحكومة الانتقالية الجديدة، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين. 

وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعائلات تناشد العالم الكشف عن مصير بناتها، وسط اتهامات بأن الاستهداف يحمل بُعدًا طائفيًا، إذ لم تُسجل حوادث اختفاء مماثلة على نطاق واسع في صفوف نساء من طوائف أخرى.

فديات تُدفع دون نتيجة

تشير شهادات عائلات إلى دفع فديات تراوحت بين 1500 و100 ألف دولار في 7 حالات، دون استعادة المفقودات في معظمها. 

وفي حالات قليلة مثل حالة "خزامة"، أُفرج عنها بعد دفع مبلغ مالي، لكنها عادت تعاني من اضطراب نفسي حاد. 

فيما لا تزال الفتيات الأخريات، مثل "زينب" ذات الـ17 عامًا التي اختُطفت أثناء توجهها للمدرسة، في عداد المفقودين، وسط تهديدات متكررة لعائلاتهن.

سلطات تنفي الطائفية وناشطون يدقون ناقوس الخطر

وفي وقت تنكر فيه السلطات المحلية وجود نمط طائفي، وتصف الحوادث بأنها "نتائج خلافات أو هروب طوعي"، يؤكد الناشط الحقوقي يامن حسين أن الظاهرة تحمل سمات واضحة لاستهداف العلويات، محذرًا من تبعاتها الاجتماعية والنفسية، ومشيرًا إلى انتشار الخوف في أوساط الطالبات، ما أدى إلى تغيب كثير منهن عن المدارس والجامعات.

شبح "داعش" يخيم على المشهد

تحذر عائلات من تكرار سيناريوهات مروعة عاشتها أقليات أخرى، مثل ما حدث للإيزيديين في العراق على يد تنظيم "داعش"، وسط غياب العدالة وصمت السلطات. وبينما تواصل لجنة أممية التحقيق في حوادث الاختفاء، تعيش عائلات مثل عائلة "نغم شادي" حالة ترقب وانتظار مرير، متشبثة بالأمل في كشف مصير بناتها ووقف هذا النزيف الإنساني الصامت.