قال فاعلون في قضايا الشباب بالمغرب إن فوز المملكة برئاسة الاتحاد الإفريقي للشباب الديمقراطي (YDUA) يعد خطوة مستحقّة؛ بالنظر إلى الجهد المحلي الذي تبذله تنظيمات مدنية وسياسية كثيرة”، معتبرين أن “الحضور الفاعل للصوت المغربي في المنظمات الدولية ذات التأثير يمكّن من إسناد الدبلوماسية المغربية لتحقيق مكاسب أخرى، خصوصا على مستوى ملف الوحدة الترابية”.
وفاز المغرب، خلال المؤتمر الانتخابي المنعقد بالرباط، بالمنصب بعد تفوق المترشحة مروى الأنصاري على منافستها أنديل جويس، مرشحة الحزب المسيحي الديمقراطي من جنوب إفريقيا؛ فقد “حصلت المغربية على 15 صوتا مقابل ثلاثة أصوات لمنافستها”، في نتيجة تؤرخ لأول انتخاب لشخصية من المغرب ومن شمال إفريقيا على رأس هذه المنظمة الدولية “التي ظلت لعقود تحت هيمنة تيارات محافظة ذات طابع أنجلوساكسوني”، وفق بلاغ توصلت به هسبريس.
لحظة استحقاق
رقية أشمال، الأستاذة الجامعية والباحثة في قضايا الشباب، قالت إن “المملكة المغربية تستحقّ رئاسة الاتحاد الدولي للشباب والديمقراطية”، لكونها تعكس ما سمّته “وضوح الرؤية المتبصرة المقرونة بالفعل الاستراتيجي” للملك محمد السادس “في تعزيز تموقع المغرب المستحق للدفاع عن ثوابته الوطنية؛ وفي مقدمتها مغربية الصحراء، في إطار وحدة التراب الوطني، وتحصين مكتسبات المملكة داخل المحافل الدولية”.
وأضافت أشمال، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، أن “هذا التتويج الدولي والقاري يحمل مؤشرات قوية على انطلاق منعطف جديد من التعبئة الوطنية الشاملة”؛ لكن “هذه المرة بتوقيع شبابي، يترجم رؤية بعيدة المدى في مجال الدبلوماسية الموازية، وهو ما يعكس تحوّلا نوعيا في أداء الشباب المغربي على الساحة الدولية”.
وأكدت الباحثة المهتمة بقضايا الشباب أن الشبيبات الحزبية “برهنت على قدرتها الكبيرة على التجديد والابتكار، وعلى حرصها المستمر على إنتاج نخب جديدة متشبعة بالقيم الوطنية ومتسلحة بالإمكانات والمهارات الدبلوماسية المطلوبة؛ مثل حسن التواصل، والقدرة على التفاوض، والإقناع، والتنظيم، لأداء أدوارها الطلائعية في تأطير الشباب الدولي من جهة، وتحقيق تموقع مؤثر ووازن في الساحة الدولية من جهة أخرى”.
وذكرت الأستاذة الجامعية ذاتها أن “الظرفية السياسية الراهنة تستدعي، أكثر من أي وقت مضى، تعزيز الثقة في قدرات الشباب، والانفتاح على تعدد كفاءاتهم في مختلف المجالات، بما يسمح بتوسيع مشاركتهم في الحياة العامة، وإسهامهم الفاعل في ورش التنمية، وكذا في تجويد الصورة التي تستحقها بلادنا على المستوى العالمي”.
دفاع عن الوحدة الترابية
قال يوسف تيدريني، عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، إن فوز المغرب بقيادة إحدى المنظمات الإفريقية الشبابية يمثل، وفق قوله، “حدثا تاريخيا”.
واعتبر تيدريني، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا التتويج يأتي في سياق النجاحات الدبلوماسية التي حققتها المملكة، سواء من خلال الدبلوماسية الرسمية أم عبر الدبلوماسية الموازية التي تقودها المنظمات الوطنية الشبابية والحزبية”.
وأضاف عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب أن “الشبيبة المغربية، من خلال مسارها الميداني وحضورها الفاعل، تُثبت مرة أخرى قدرتها على تحقيق النجاحات والانتصارات، وتعزيز التوجّه الوطني نحو الانفتاح على إفريقيا”، مشيرا إلى أن “هذا الحضور يعكس قوة المشاركة المغربية داخل المنظمات الدولية والإفريقية”.
وحسب وجهة نظر الفاعل المدني، فإن “هذا الفوز لم يأتِ من فراغ؛ بل هو نتيجة عمل متواصل وجاد امتد لسنوات داخل هذه المنظمة الدولية، وداخل هيئات مماثلة”، مبرزا أن “المنظمات الشبابية المغربية استطاعت أن تراكم تجارب مهمة، وتنال ثقة العديد من المؤسسات القارية والإقليمية، ما يعكس مكانتها المتنامية”.
وتابع المتحدث عينه قائلا: “المنظمة المعنية تضم في عضويتها أحزابا إفريقية وازنة، إلى جانب أحزاب دولية مرموقة؛ ما يجعل منها منصة قوية للدفاع عن القضايا المصيرية، وعلى رأسها قضية الوحدة الترابية للمملكة”، مشددا على أن هذا التتويج “سيساهم في إعطاء دفعة جديدة للمرافعة عن القضية الوطنية في المحافل الإقليمية والدولية”.
وأبرز تيدريني قائلا: “نحن نتابع عن كثب الجهود التي تبذلها الفعاليات الشبابية والشبيبات الحزبية في مختلف المنتديات الوطنية والدولية، ونلتقي معها في الرؤية نفسها بخصوص قضايا الشباب؛ وعلى رأسها الدفاع عن وحدة المغرب الترابية”.
وأجمل عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب: “كلنا نتفق على استراتيجية واحدة؛ وهي التصدي لكل المحاولات التي تستهدف المسّ بسيادة المغرب ووحدته الترابية، سواء داخل المؤتمرات الدولية أم المنتديات القارية المتخصصة”.