نظّمت منظمة العمل المغاربي، اليوم السبت، بمدينة مراكش، بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل، الجامعة الصيفية للمنظمة حول موضوع “الشباب والتطوع”، بمشاركة خبراء وأساتذة جامعيين من المغرب وموريتانيا وليبيا، بالإضافة إلى قيادات من كشفيات مغاربية، من أجل فتح نقاش علمي يسلط الضوء على مختلف الجوانب المتصلة بهذا الموضوع في ارتباطه بفئة الشباب الذي يعد ركيزة أساسية لبناء المستقبل وتحقيق التنمية.
وبهذه المناسبة، قال إدريس لكريني، رئيس منظمة العمل المغاربي: “نلتقي في هذا اللقاء للتداول في مجموعة من القضايا؛ من قبيل الشباب والتطوع، والذي له أهميته، كتعبير عن المواطنة والممارسة الديمقراطية، ويدعم الممارسات الفضلى داخل المجتمع والمساهمة في التنمية وتقديم خدمات للمجتمع”.
وأضاف لكريني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “نرمي، من خلال هذه الجامعة التي يحضرها باحثون في تخصصات علمية عديدة، إلى فتح نقاش أكاديمي يدعم الوصول إلى مجموعة من الخلاصات، وطرح أفكار تدعم التواصل بين الشعوب المغاربية، ومناقشة مواضيع لها راهنيتها وأهميتها؛ لأن التطوع يعتبر من السلوكات الإنسانية التي تعبر عن رقي المجتمعات وتمسكها بقيم المواطنة والانتماء إلى المجتمع، سواء كان تم الفعل في الفترات العادية أم خلال الأزمات والكوارث. كما يعد تجسيدا للتلاحم والترابط داخل المجتمعات عبر تعبئة الجهود الطاقات لمواجهة مختلف التحديات، بما ينطوي عليه الأمر من تعاون وتلاحم وعمل ينحو إلى خدمة المجتمع والصالح العام”.
زهير لعميم، أستاذ باحث وأمين مال مكتب منظمة العمل المغاربي، أوضح، من جهته، “أن هذه الجامعة الصيفية تتناول موضوعا يشكل سمة من سمات العصر ومظهرا من مظاهر التطور والتقدم والتمدن، انعكاسا لقيمة الرأسمال الاجتماعي داخل كل مجتمع؛ لأننا نتحدث عن فئة مهمة من فئات المجتمع ذات رهانات وتواجه تحديات ولها مسؤولية اجتماعية، من أجل الرقي أوطانها والرقي بها والمساهمة في تنميتها؛ ما جعل المشرع يخصص بالقانون 18.06 المتعلق بالتطوع التعاقدي”.
سيد أعمر الكنتاوي، واحد من القادة من المنظمة الكشفية المغاربية، قال إن “مشاركتنا في هذه الجامعة الصيفية تأتي في إطار الشراكة التي وقعت بين هذه المنظمة وبين منظمة العمل المغاربي وسعيا إلى تأطير الشباب في مجالات متنوعة، خاصة تقاسم خبرات التطوع مع فئات شبابية مغاربية وتنزيل المعارف الأكاديمية التي تسلط الضوء على الشباب وهمومه وآماله وقدراته على مستوى الواقع الكشفي لتعزيز ثقافة التطوع لدى هذه الفئة الاجتماعية التي تشكل عمود الهرم البشري للمجتمعات”.
حري بالذكر أن المحاور التي تناولتها الجامعة الصيفية ذاتها تنوعت بين الأساس القانوني والاجتماعي للتطوع، والتطوع والمواطنة، وحقوق الإنسان، والتطوع في فترات الكوارث والأزمات، والتطوع والتطور الرقمي، والشباب والعمل التطوعي بالمغرب.. الواقع والتحديات، والتطوع ورهانات التنمية والتنشئة الاجتماعية.
