السبت، 28 يونيو 2025 10:09 م 6/28/2025 10:09:52 PM
ما زال الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية يحتفظ ببقع دم الفتايات التي لم تجف بعد، ورائحة دمائهم لم تفارق ذاكرة من شهدوا المشهد أو سمعوا تفاصيله.

ام "هنا" تحكي عن وفاة "هنا.
الام تحكي عن وجع الفراق بنتها "مها" وتقول : طلعت تساعد أبوها .. طلعت مجتش.
التوأم بتاعها رجع وهى مرجعتش
أبوها بيقولها اقعدي وإرتاحي يابنتي، وكان ردها سيبني افك عن نفسي يا بابا مع صحابي.
أول مرة تنزل السنادي وكانت الروحه دي من غير راجعة
نزلو الساعة 6 الصبح وهنا ركبت ورنا مكنش ليها مكان فركبوها فعربية تانية
ربنا اراد إن الاتنين ينفصلوا عن بعض عشان واحدة ترجع.
_2818_100929.jpg)
رنا وهنا.. توأم افترقوا على طريق الموت
لم يكن صباح ذلك اليوم عاديًا بالنسبة لرنا وهنا علام، التوأم الذي كبر سويًا وتقاسموا مقاعد الدراسة وأسرار الطفولة والضحك والمخاوف، كانوا يستعدوا معًا لدخول الصف الثالث الإعدادي، وتحلمان بحفل زفاف شقيقتهما الكبرى الذي لم يتبقَى عليه سوى أيام قليلة.
اليوم تعيش "رنا" أول يوم لها بدون هنا، أول يوم على مقاعد الدراسة بلا توأمها الذي كان يشاركها كل شيء، وأول يوم في حياة جديدة كتب عليها أن تكملها بمفردها، بعد أن افترقا على طريق الموت.
إنها ليست مجرد حادث طريق، بل حسرة ومصيبة بحق الطفولة، وبحق الوطن الذي خسر 19 فتاه كانوا حلمًا لأسرهم، كانوا قادرين على تغييره للأفضل.
المشهد في موقع الحادث مفجع، حذاء صغيرة مكسورة، حقيبة ممزقة، بقايا فطور على المقاعد، كأن الحياة توقفت لحظة الاصطدام، وكأن الطريق الإقليمي أراد أن يبتلع كل شيء، لم يبقى من الحكاية سوى الصور والدموع والحزن والوجع المتبادل في قلوب المصريين.
رحم الله هذا التوأم، واسكنهم فسيح جناته.