قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن القول الراجح لدى جمهور العلماء أن سيدنا الخضر عليه السلام نبيٌ مرسل، وليس مجرد وليٍّ من أولياء الله الصالحين، مستدلًا على ذلك بالنص القرآني الصريح في سورة الكهف.
وخلال حديثه في برنامج "اعرف نبيك" المذاع على قناة الناس، أوضح الدكتور جبر أن الخضر قال لسيدنا موسى في نهاية القصة:
"وما فعلته عن أمري"
أي أن تصرفاته – التي شملت خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار – لم تكن باجتهاد شخصي، بل كانت بوحي من الله، وهذا دليل واضح على نبوّته.
وأضاف: "الولي قد يُلهم، لكن لا يُوحى إليه، والإلهام ليس معصومًا من الخطأ، لذلك لا يجوز للولي أن يقتل أو يتلف مالًا بناءً على إلهام، أما النبي فهو معصوم في تلقي الوحي وتنفيذه، والرؤيا في حقه وحي يُعمل به".
وضرب الدكتور جبر مثالًا بسيدنا إبراهيم عليه السلام، حين رأى في المنام أنه يذبح ابنه، فسارع بالتنفيذ، لأن رؤيا الأنبياء وحي. وقال:
"لو أن وليًّا فعل نفس الشيء بناءً على رؤيا، لكان آثمًا بل مجرمًا، لأنه لا يملك عصمة النبوة".
وأكد أن الأفعال التي قام بها الخضر – خصوصًا قتل النفس وخرق السفينة – لا يمكن أن تصدر عن وليٍّ بإلهام فقط، لأن فيها إزهاق أرواح وتعدٍّ على المال، وهي أمور لا تُقبل شرعًا إلا بوحيٍ معصوم.
وختم الدكتور يسري جبر بالتأكيد على أن:
"كل ما في قصة الخضر يؤكد أنه نبي، وأنه مأمور من الله، وأن علمه ليس علم إلهام، بل علم وحي، ولذلك لا تعارض بين نبوّة موسى وطلبه التعلم من الخضر، لأن هذا علم قدر لا يُناقض علم الشريعة".
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.