
سطوع جديدٌ في سماء كرة القدم العالمية يبصم عليه إطار مغربيٌ قاد منتخب “النّشامى” نحو تحقيق التأهل إلى نهائيات “مونديال 2026” للمرة الأولى في تاريخه، المقرر أن تلعب مبارياتها في ملاعب الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
جمال سلامي، مدرب المنتخب الأردني لكرة القدم، الذي تسلّم مقاليد المنتخب الأردني لكرة القدم من مُواطنه الحسين عموتة، اكتفى بمرور أشهر سنةٍ واحدة كي يحقق حلم ملايين الأردنيين بمعانقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، في إنجاز سيكتبه التاريخ الرياضي-الكروي بمداد الفخر والاعتزاز.
سلامي من بين أكثر المدربين المغاربة هدوءا، يشتغل بصمت الواثقين بأنفسهم وقدراتهم بعيدا عن “فرقعات الظهور الإعلامي”، صرّح وكان وفياً لكلماته التي نطق بها قبل شد الرحال مع طاقم المنتخب الأردني إلى معسكر الدمام: “لن نسمح لأي كان أن يفوت علينا حلم الوصول إلى كأس العالم، حيث تبقّت لنا مباراتان أمام عُمان والعراق، وهي جولة حاسمة وتاريخية، خاصة في حال تعثر منتخب العراق أمام ضيفه الكوري الجنوبي”.
يعكس ذلك، بحسب قراءة كثيرين، تتويجا لمسار إطار وطني سبق له تدريب فرق ومنتخبات مغربية، أبرزها الرجاء الرياضي (حقق معه لقب البطولة الوطنية)، والمنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين الذي قاده لاعتلاء التتويج بكأس إفريقيا (الشان) سنة 2018.
بعد تحقيق منتخب الأردن لكرة القدم نتيجة رائعة في كأس آسيا مطلع العام عندما حلّ وصيفاً إثر بلوغه المباراة النهائية وخسر أمام قطر المضيفة 1-3، لم ينتظر المدرب سلامي كثيرًا قبل العمل بكفاءة وفاعلية واضعاً نصب عينيه حجز بطاقة مونديالية غير مسبوقة ومحو ألم السقوط في “الملحق القاري” عام 2014.
مجسداً بصدق نموذج “المدرب الملتزم”، ينضاف الإنجاز التاريخي بتأهيل منتخب الأردن وإسعاد الأردنيين إلى سجلّ الرجل الذي يزداد ضيقا بالإنجازات التي قد تعززها مشاركةٌ تاريخية مشرّفة في ملاعب كأس العالم 2026.