الرقابة المالية تستعرض تجربة سوق الكربون الطوعي أمام وفد ليبي رفيع المستوى

استعرضت الهيئة العامة للرقابة المالية، من خلال معهد الخدمات المالية التابع لها، التجربة المصرية الرائدة في إنشاء وتنظيم أول سوق كربون طوعي منظم، وذلك خلال استقبال وفد ليبي برئاسة نوري امحمد الكشريو، مستشار الطاقة وتغير المناخ ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا، ومشاركة ممثلين عن وزارة الصناعة والمعادن، ومركز الطاقات المتجددة، والشركة الليبية للحديد والصلب.

استعراض التجربة المصرية

في مستهل اللقاء، قدم الدكتور طارق سيف عرضًا تقديميًا تناول مراحل إطلاق سوق الكربون الطوعي في مصر، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت عقب تعديل اللائحة التنفيذية لقانون سوق رأس المال لاعتبار شهادات خفض الانبعاثات أدوات مالية قابلة للتداول، إلى جانب إنشاء منصة للتداول بالبورصة المصرية، وتشكيل لجنة للإشراف والرقابة على وحدات خفض الانبعاثات برئاسة الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية.

كما استعرض الجهود التنظيمية التي شملت قواعد قيد جهات التحقق والمصادقة، ومعايير اعتماد سجلات الكربون الطوعية المحلية، وآليات تداول وشطب شهادات خفض الانبعاثات الكربونية.

مناقشات وتدريب حول البصمة الكربونية

وقدمت المهندسة إكرام سعيد عرضًا فنيًا تناول المفاهيم الأساسية للبصمة الكربونية والمؤشرات البيئية، بالإضافة إلى شرح الأدوات والبرمجيات المستخدمة في قياس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مع تدريب عملي على إعداد تقارير البصمة الكربونية وآليات التحقق منها.

إشادة ليبية بالتجربة المصرية

من جانبه، أعرب نوري الكشريو عن تقديره العميق لمعهد الخدمات المالية على تنظيم اللقاء، مشيدًا بـالتجربة المصرية كنموذج ملهم يدعم جهود ليبيا في بناء سوق كربون وطني وتعزيز التنمية المستدامة. كما قدّم عرضًا حول التحديات الليبية في مجال المناخ والطاقة.

ويأتي اللقاء في إطار تعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات بين مصر والدول الشقيقة، والاستفادة من التجربة المصرية في تنظيم سوق الكربون الطوعي، بما يفتح آفاقًا لتعاون مشترك في قضايا المناخ والتمويل المستدام.

يذكر أن معهد الخدمات المالية يضم المركز الإقليمي للتمويل المستدام، الذي يعمل على نشر الوعي وتعزيز القدرات في مجالات التمويل الأخضر والاقتصاد المستدام، بما يسهم في دعم القطاع المالي غير المصرفي في مصر والمنطقة.