أخبار عاجلة
التغطية الاجتماعية تصل للتعليم الأولي -
برشيد تشهد انقطاع الماء الشروب -

جمهور الوداد أكبر من "فريق آيت منا" .. ومصير عشرة ملايير على المحك

جمهور الوداد أكبر من "فريق آيت منا" .. ومصير عشرة ملايير على المحك
جمهور الوداد أكبر من "فريق آيت منا" .. ومصير عشرة ملايير على المحك

في كرة القدم، لا يُقاس المجد بعدد الألقاب وحده، بل بحجم الوفاء الذي تُكنّه الجماهير لقميصها، وعمق العلاقة التي تنسجها مع ناديها. وبهذا المقياس، يُجمع العارفون أن جمهور الوداد الرياضي اليوم أعظم من الإدارة التي صاغت خارطة الفريق هذا الموسم، وأصدق في الانتماء من كل من فوّت على القميص لحظة كانت تُستحق أن تُكتب بالذهب.

غادر الوداد كأس العالم للأندية خاوي الوفاض، يُراوح في ذيل قائمة المشاركين، بلا نقطة ولا أداء يُشفع له، في نسخة لن تُذكر في التاريخ إلا بوصفها محطة للإخفاق والتجريب، لا للتمثيل الوطني.

الخروج من الدور الأول لم يكن مفاجئًا، بل نتيجة حتمية لمسار متراكم من الارتجال: إدارة تائهة، تعاقدات عشوائية، وتدبير أقرب إلى العبث منه إلى التخطيط.

هشام آيت منا، رئيس النادي، ظهر خلال هذه المرحلة الحرجة كما لو أنه يُكثر من الكلام ويقلّ في الفعل. تصريحاته المتكررة لم تجد ترجمة واقعية، ومشاريعه التسويقية لم تُثمر إلا خيبات.

رحلته الشهيرة إلى البرازيل التي عاد منها بثلاثة لاعبين مجهولي القيمة، ما تزال عنوانًا على سوء الاختيار. وفي الوقت الذي كانت فيه الجماهير تبحث عن إجابات، استمر في تدبير الأزمة بمنطق “الترقيع”، وفي اللحظة التي كانت تفرض عليه التوضيح وتحمل المسؤولية، آثر الغياب، تاركًا الجماهير في مواجهة الصمت.

توتر العلاقة بينه وبين جمهور الوداد ليس وليد المونديال، بل تراكم عبر موسم كامل، منذ التعاقد مع المدرب السابق رولاني موكوينا، حتى بلغ ذروته في ودية بورتو البرتغالي، حين رفعت الجماهير لافتات تطالبه بالرحيل. حتى المنخرطون لم يلتزموا الصمت، بل حمّلوه، في بلاغ رسمي، “المسؤولية الكاملة عن الانهيار”، مطالبين باستقالة فورية تحفظ ما تبقى من الهيبة والرصيد الرمزي.

وفي التفاصيل، يتضح حجم الخلل: أكثر من عشرين لاعبًا جُلبوا في موسم واحد، بعضهم التحق بالبعثة بعد انطلاق المونديال، كاللاعب السوري عمر السومة (36 عامًا) الذي شارك بعد حصة تدريبية واحدة دون توقيع عقد مكتمل. أما الدفاع، فمثّل أضعف حلقات التشكيلة، بوجوه لا تملك خبرة البطولات الكبرى، أحدهم من الدرجة الثانية في البرتغال، وآخر من الدوري البوسني.

حتى المدرب الحالي محمد أمين بنهاشم لم يخفِ الأمر، بل صرّح بوضوح: “جئت لاختبار اللاعبين”. وهكذا، في لحظة كان يُفترض أن تمثل المغرب، تحوّل الفريق إلى ورشة تجارب، وضاعت الرسالة.

في المقابل، ظل جمهور الوداد هو الأكثر تماسكًا، لا يخذل، لا يساوم، ولا يقبل الانكسار. خرجت صيحاته من المدرجات، وامتدت إلى الشاشات، مطالبة بمحاسبة الإدارة. جمهور يملك الوعي والشرعية، بينما تُراكم الإدارة الهشاشة والهروب من المسؤولية.

واليوم، وبينما تُطوى صفحة المشاركة، يستعد النادي للحصول على مكافأة مالية ضخمة تُقارب عشرة ملايين دولار (ما يعادل عشرة ملايير سنتيم)، تُمنح له من الفيفا كممثل عن القارة الإفريقية. وهو رقم غير مسبوق في ميزانيات الأندية الوطنية، لكنه اليوم ليس مناسبة للاحتفال، بل مدخل للمساءلة الجادة.

فما مصير هذه الملايير؟

هل ستُستثمر في البنية التحتية، وفي تكوين الناشئين، وفي بناء منظومة احترافية؟

أم ستُهدر في صفقات مستعجلة، ومصاريف بلا أثر، وامتيازات ظرفية لا تخدم سوى قلة؟

هذه الملايير ليست غنيمةً تُقسَّم في الظلام، بل مسؤولية مالية تقع على عاتق الإدارة أمام جمهور وفيّ، وتاريخ لا يرحم، وأمة ترى في الوداد مرآة لكرامتها الرياضية.

الوداد نادٍ عظيم… لكن عظمته اليوم لا تُقاس بمن يوقّع العقود ويلتقط الصور أو يُدلي بالتصريحات، بل بمن يملأ المدرجات وفاءً رغم الخذلان.

الوداد نادٍ كبير… لكن حجمه الحقيقي اليوم لا يُقاس إلا بجمهوره، لا برئيسه، ولا بلاعبيه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نتيجة مباراة باريس سان جيرمان ضد سياتل اليوم.. الفرنسي يحسم المواجهة بثنائية نظيفة ويعتلي صدارة مجموعته
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية