أكد الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تصديق البرلمان الإيراني على مشروع تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يعبّر عن تصعيد استراتيجي إيراني خطير، يتجاوز مجرد التوتر الدبلوماسي، وقد يفتح الباب أمام تداعيات تهدد السلام والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأشار غباشي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن خطورة الخطوة لا تكمن فقط في تعليق العمل مع الوكالة، بل في التوصية المحتملة بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT)، وهو ما يُعد قفزة نوعية في المواجهة مع المجتمع الدولي.
وأوضح أن الداخل الإيراني يتعامل مع مفتشي الوكالة الدولية بقدر كبير من الشك والارتياب، بل وهناك من يعتبرهم “جواسيس” يعملون لصالح الولايات المتحدة أو إسرائيل، خصوصًا بعد أن اعتبرت طهران أن التقارير الأخيرة الصادرة عن الوكالة الدولية منحت إسرائيل الغطاء السياسي لتنفيذ ضربتها الجوية ضدها.
وأضاف غباشي أن النظام الإيراني يستخدم هذه التحركات كورقة مناورة سياسية أكثر منها قرارًا نهائيًا، مشيرًا إلى أن كل شيء في هذا الملف يُرفع في النهاية إلى مجلس الأمن القومي الإيراني، الذي يترأسه المرشد الأعلى، لتحديد التوجه النهائي.
وكشف نائب المركز العربي أن إيران باتت اليوم على عتبة النووي بالفعل، بعد وصولها إلى معدلات تخصيب لليورانيوم تفوق 60%، وهي مستويات لا تُستخدم إلا في المجال العسكري، لافتًا إلى أن البرنامج النووي الإيراني موزع جغرافيًا على أكثر من 21 موقعًا نوويًا، مما يُصعّب من مهمة المراقبة أو التحييد العسكري.
ونقل غباشي عن خبراء دوليين – منهم الدكتور يسري أبو شادي، أحد أبرز المتخصصين في الطاقة النووية – أن إيران تمتلك أكثر من 23 ألف جهاز طرد مركزي، مقارنة بـ 3 آلاف فقط في مفاعل نووي أمريكي، ما يكشف عن الطبيعة الواسعة والمعقدة للبرنامج الإيراني.
وأكد أن بعض منشآت البرنامج النووي الإيراني تقع تحت الأرض في مناطق محصنة للغاية، وهو ما يزيد من المخاوف الدولية، خصوصًا في ظل الغموض المتعمد الذي تمارسه طهران حول أماكن التخصيب ونسبه الحقيقية.
واختتم غباشي تصريحه محذرًا من مفاجأة غير محسوبة، قائلاً: "ما نخشاه هو أن نفاجأ بتجربة نووية إيرانية فعلية"، معتبرًا أن كل المعطيات تشير إلى تصعيد نووي يتجاوز مجرد التهديدات السياسية، ويتطلب تحركًا دوليًا مسؤولًا وعاجلًا.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.