كشف تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية عن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، والتي تضمنت إفشائه معلومات استخباراتية حساسة تتعلق بعمليات إسرائيلية داخل إيران.
وأشار ترامب إلى وجود عملاء إسرائيليين، يُحتمل أن يكونوا من الموساد، يقومون الآن بتقييم الأضرار التي لحقت بمنشآت نووية إيرانية، مثل فوردو، في أعقاب الضربات الأمريكية بقنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك، وهذه التصريحات، التي وصفتها الصحيفة بأنها "تسريب لأسرار حليف مقرب"، أثارت مخاوف من تعريض حياة العملاء للخطر وإلحاق الضرر بالعلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة.
وخلال القمة، رد ترامب على تقارير استخباراتية مسربة إلى صحيفتي نيويورك تايمز وسي إن إن، والتي شككت في ادعائه بأن الضربات الأمريكية "أبادت" البرنامج النووي الإيراني. لتأكيد نجاح العملية، وقارن ترامب الضربات بالقنابل الذرية التي أُلقيت على هيروشيما وناجازاكي، وأشار إلى أن إسرائيل تجري تقريرًا عن الأضرار، مُلمحًا إلى وجود عملاء على الأرض. قال ترامب: "إسرائيل تجري تقريرًا الآن... لديهم أشخاص يدخلون إلى هناك بعد الضربة"، مضيفًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لديه أشخاص مكلفون بمتابعة هذا الوضع". هذه التصريحات، وفقًا للإندبندنت، قد تعرض حياة عملاء الموساد للخطر، خاصة أن إيران على علم بوجود عمليات إسرائيلية داخل أراضيها.
يُعد هذا التسريب جزءًا من نمط متكرر لإدارة ترامب، حيث سبق له في عام ٢٠١٧ أن كشف معلومات سرية لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، مما عرض مصدرًا إسرائيليًا داخل تنظيم داعش للخطر وأثار حرجًا كبيرًا لإسرائيل. كما أن تخزينه وثائق سرية في منزله، واستخدام أعضاء إدارته، مثل وزير الدفاع بيت هيجسيث، لتطبيقات خاصة مثل سيجنال لنقل معلومات حساسة، أثار انتقادات حادة. هيجسيث، الذي عبر عن غضبه من التسريبات التي قللت من نجاح الضربات، أعلن عن تحقيق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، متهمًا وسائل الإعلام بمحاولة تشويه صورة ترامب، رغم أن تصريحات الرئيس نفسه كشفت معلومات حساسة.
أثار تسريب ترامب قلق حلفاء الولايات المتحدة، خاصة في شبكة "فايف آيز" لتبادل المعلومات الاستخباراتية، التي تضم بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، بالإضافة إلى وكالات الاستخبارات في الشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل لديها سجل حافل في العمليات السرية داخل إيران، بما في ذلك تتبع وقتل ١٤ عالمًا نوويًا إيرانيًا ومسؤولين أمنيين، ونشر مقاطع فيديو لعمليات طائرات مسيرة ضد أهداف إيرانية. لكن تصريحات ترامب قد تعزز من قدرة إيران على تعقب هؤلاء العملاء، خاصة مع إشارته إلى أن إيرانيين أجروا مسحًا ميدانيًا للأضرار وقالوا إن "الموقع قد دُمر"، وهي معلومات لا يمكن أن تُعرف إلا من خلال مصادر سرية داخل الحكومة الإيرانية.
