أخبار عاجلة

تصعيد تجاري ينذر بانفجار اقتصادي بين واشنطن وبروكسل.. هل بدأت الحرب الباردة الاقتصادية بين حلفاء الناتو؟

تصعيد تجاري ينذر بانفجار اقتصادي بين واشنطن وبروكسل.. هل بدأت الحرب الباردة الاقتصادية بين حلفاء الناتو؟
تصعيد تجاري ينذر بانفجار اقتصادي بين واشنطن وبروكسل.. هل بدأت الحرب الباردة الاقتصادية بين حلفاء الناتو؟

توشك مفاوضات التهدئة التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الانهيار، وسط تصعيد متبادل يُهدد بإشعال حرب تجارية شاملة بين ضفتي الأطلسي، الأمر الذي يثير قلقًا متزايدًا لدى الأوساط الاقتصادية والسياسية في كلا الجانبين.

وبحسب تقديرات خبراء اقتصاد فرنسيين تحدثوا إلى "العين الإخبارية"، فإن المهلة الممنوحة للتوصل إلى اتفاق تنتهي في 9 يوليو المقبل، وفي حال الفشل، سترتفع الرسوم الجمركية المتبادلة إلى 50%، مما قد يوجه ضربة قاصمة للنمو والاستثمار في أوروبا وأمريكا على حد سواء.

تحذيرات من انهيار عالمي للثقة

المحللة الاقتصادية جولييت كوهين، من مركز CPRAM، حذرت من أن العالم يقف على "حافة هاوية مالية"، مؤكدة أن الأزمة الحالية لا تقتصر على الجانب الثنائي بين واشنطن وبروكسل، بل تهدد بانهيار في ثقة الأسواق وتدفقات الاستثمارات عالميًا. وأضافت أن مفاوضات اللحظة الأخيرة "بطيئة ومربكة"، بفعل التوترات السياسية الداخلية والمناخ الجيوسياسي الهش.

أهداف سياسية خلف الستار

ويتفق الاقتصادي الفرنسي باتريك أرتوس، من معهد Cercle des économistes، مع هذا الرأي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لا تستخدم الرسوم الجمركية لأسباب اقتصادية بحتة، بل توظفها أيضًا كورقة ضغط سياسية وانتخابية، في حين يعاني الأوروبيون من انقسامات داخلية تمنعهم من التفاوض ككتلة موحدة.

صراع رؤى لا أرقام فقط

أما الدكتور لوك دومونتييه من معهد OFCE، فذهب أبعد من ذلك، معتبرًا أن جوهر الأزمة لا يكمن فقط في الرسوم الجمركية، بل في تباين الرؤى الاقتصادية. فبعد تمرير قانون خفض التضخم الأمريكي، اتجهت واشنطن لتبني سياسات صناعية حمائية مدعومة بسخاء من الدولة، ما أطلق سباقًا جديدًا على الصناعات الخضراء والطاقة والرقمنة، وأثار حفيظة الأوروبيين الذين يرون في ذلك إخلالًا بقواعد المنافسة العادلة.

وحذّر دومونتييه من أن واشنطن لم تعد مستعدة لتقديم تنازلات دولية كما في السابق، معتبرًا أن العالم دخل مرحلة جديدة من العلاقات الاقتصادية تتسم بانعدام الثقة، وتراجع دور المؤسسات الدولية، وعودة الحمائية.

ماكرون: "عبثية داخل الناتو"

في قمة الناتو الأخيرة بلاهاي، لم يخفِ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انزعاجه من التصعيد التجاري بين الحلفاء، واصفًا إياه بـ"العبثي". وقال بلهجة صارمة: "لا يمكن أن نطالب الحلفاء بزيادة إنفاقهم الدفاعي، ثم ندخل معهم في حرب تجارية. هذا تناقض غير مقبول".

ماكرون دعا الولايات المتحدة إلى إزالة القيود الجمركية التي فرضتها في السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن "السلام التجاري يجب أن يكون هو القاعدة بين الحلفاء، لا الاستثناء".

ترامب يلوّح بالعقوبات.. .و"يهدد بتدمير" اقتصاد إسبانيا

ورغم محاولات ضبط النفس، كانت نبرة التصعيد الأمريكي واضحة. فالرئيس دونالد ترامب هدّد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% اعتبارًا من 9 يوليو، بعد أن أجّل تنفيذ القرار لمنح المفاوضات فرصة أخيرة.

ووجّه ترامب انتقادات لاذعة إلى إسبانيا، بسبب رفض رئيس وزرائها بيدرو سانشيز زيادة الإنفاق الدفاعي وفق ما أقرته قمة الناتو، وقال: "إسبانيا هي الدولة الوحيدة التي ترفض الالتزام. هذا أمر رهيب.. .واقتصادها قد يُدمّر بالكامل".

أزمة متعددة الأوجه

تصاعد الأزمة لا يتعلق فقط بالخلافات التجارية، بل يتداخل مع ملفات الدفاع داخل حلف الناتو والتوترات الجيوسياسية العالمية، ما يجعل فرص الحل السريع ضئيلة.

ماكرون، الذي يُعرف بعلاقته الشخصية الجيدة مع ترامب، لم ينجح حتى الآن في انتزاع أي التزام واضح منه. وقال للصحفيين بصراحة: "طرحت الأمر أكثر من مرة، علنًا وخلف الأبواب. لكن هل هو مستعد؟ اسألوه أنتم".

ختامًا.. .الغرب في اختبار وجودي

في ختام قمة لاهاي، جدّد ماكرون دعوته إلى إنقاذ الشراكة الاقتصادية بين ضفتي الأطلسي عبر نهج "متوازن ومسؤول"، يحمي وحدة الغرب ويجنب العالم صدمة اقتصادية جديدة.

لكن في ظل تفاقم الانقسامات، وتراجع أدوات الحل التقليدية، تبدو الحرب التجارية المقبلة أقرب من أي وقت مضى، ما لم تحدث معجزة دبلوماسية في الساعات الأخيرة.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير خارجية السعودية يبحث مع المبعوث الأمريكي لسوريا سبل دعم دمشق أمنيا واقتصاديا
التالى "خط بحري أخضر" بين المغرب وإسبانيا