أسّست سمو الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان في عام 2023 مؤسسة "ذا كلايمت ترايب"، وهي مؤسسة اجتماعية تتخذ من دولة الإمارات مقرًا لها وتهدف إلى تعزيز العمل المناخي الجماعي. ومن خلال ورش العمل والأنشطة المجتمعية التي تُنظم في مختلف أنحاء الدولة، تشكّل "ذا كلايمت ترايب" منصة ديناميكية لنشر الأفكار الإبداعية وتحفيز المشاركة المجتمعية.
وفي خطوة نوعية تعكس التزامها بالاستدامة، افتتحت المؤسسة مؤخرًا الملتقى التعاوني التابع لها في أبو ظبي، ليكون مساحة تحتضن المبادرات المجتمعية، وكيانًا تجاريًا فاعلًا يدعم الجهات والمؤسسات في إيصال رسائلها المتعلقة بالاستدامة، وذلك عبر استوديو إنتاج محتوى مؤثر، وخدمات رواية القصص المخصصة، ومبادرات مخصصة لتعزيز التفاعل المجتمعي.
وجاء تدشين ملتقى "ذا كلايمت ترايب" من خلال فعالية "ذا كلايمت ترايب لايڤ!" التي أُقيمت في الـ 23 من يونيو، حيث شهدت الفعالية الأولى للملتقى تجمعًا استعرضت خلاله المؤسسة رحلتها حتى اليوم، وتأثيرها المتنامي، عبر عرض فيلم قصير مؤثر يسلّط الضوء على محطاتها الرئيسية.
كما ألقت سمو الشيخة شمّا بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية للمؤسسة، كلمة عبّرت فيها عن رؤيتها الشخصية التي ألهمت إطلاق "ذا كلايمت ترايب"، وتطرقت إلى التحديات الراهنة التي تواجه العمل المناخي على المستوى العالمي، وأكدت تطلعها إلى مستقبل أكثر استدامة لدولة الإمارات والمنطقة والعالم.
قالت سمو الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، الرئيسة والمديرة التنفيذية في "ذا كلايمت ترايب":
"انطلقت منصة "ذا كلايمت ترايب" من رؤية تهدف إلى إلهام العمل المناخي من خلال سرد القصص والإبداع والهدف المشترك. ومع كون عام 2025 هو عام المجتمع في دولة الإمارات، نفخر بانسجامنا مع رؤيتنا الوطنية، ونحن نخطو خطوة جديدة في مسيرتنا."
وتابعت سموّها: “استنادًا إلى الأثر الذي صنعناه عبر سرد القصص بأسلوب حيوي، وتفاعل المجتمع، وشراكات جريئة على مدى العامين الماضيين، فإن افتتاح الملتقى يشكّل انطلاقة لحوارات أعمق وحلول ملموسة ضمن مهمتنا الجماعية في العمل المناخي. أتطلع إلى ما سيثمر عن هذه المساحة من أفكار وتعاونات تُسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة."
شهدت فعالية "ذا كلايمت ترايب لايڤ" تعريف الحضور بمسيرة تحوّل الحركة الرقمية إلى مقر فعلي، من خلال تسليط الضوء على التصميم المبتكر والمجتمعي والمستدام لملتقى "ذا كلايمت ترايب" وقد جرى تطوير هذا الملتقى بالتعاون الوثيق مع حرفيين ومبدعين ومصممين محليين، ليجسّد روح التعاون والإبداع والتراث الإماراتي.
وشملت قائمة المساهمين في تصميم وإنشاء هذه المساحة كلّا من: "ألكيمي" و"الغدير للحرف الإماراتية" و"دايت فورم من أرض كوليكتف" و"بيبلوس" و"دايت كريت" و"ديزيرت بورد" و"بلاي بالم" و"تشكيل" و"تبراة"، حيث أسهم كل منهم بدور محوري من خلال خيارات تصميم مدروسة واستخدام مواد محلية منخفضة التأثير البيئي.
ولم يُبنَ الملتقى ليكون مساحة عمل مشتركة فحسب، بل صُمم بالأساس كمكانٍ للإبداع المشترك، يجمع بين الفكرة والغاية تحت سقف واحد، ويتيح للمجتمع فرصة اللقاء وتبادل الأفكار ودفع عجلة العمل المناخي.
وعقب عرض فيلم وثائقي قصير يوثق مراحل تطوير الملتقى، شارك عدد من أعضاء فريق القيادة في "ذا كلايمت ترايب" انطباعاتهم حول تجربة التصميم، وهم: هند الغصين، المديرة التنفيذية؛ ومنال شيخ، رئيسة التحرير؛ وعائشة حارب الظاهري، مديرة التأثير المجتمعي، حيث تحدثوا عن كيفية توافق التصميم مع رسالة المؤسسة.
وفي ختام الجلسة، سلطت حلقة نقاشية الضوء على أفراد المجتمع الذين يقفون خلف "ذا كلايمت ترايب"، حيث شارك عدد من المشاركين في ورش العمل وصانعي الأفلام والمحررين وشركاء المشاريع تجاربهم الشخصية، وتحدثوا عن معنى الانتماء إلى هذه الحركة. وخلال حوار ودي ومُلهم، أبرزوا القصص الإنسانية الكامنة وراء كل مشروع، والتأثير المتسلسل الذي تحدثه هذه المبادرات على البيئة، مما أكد دور الملتقى كمحرك للتعاون والتغيير الإيجابي.
وعن انطلاق الملتقى ونجاح الفعالية الافتتاحية، قالت هند الغصين، المديرة التنفيذية لـ "ذا كلايمت ترايب":
"يمثّل ملتقى "ذا كلايمت ترايب" تجسيدًا حقيقيًا لقيمنا، فقد أُنجز بالتعاون مع حرفيين ومصممين وخبراء في الاستدامة ممن أضفوا الحياة على هذه المساحة من خلال ممارسات مدروسة ومنخفضة الأثر. ومن المواد المُختارة بعناية، إلى القصص المتجذّرة في كل زاوية، يحتفي الملتقى بالتراث الإماراتي والحرف اليدوية المجتمعية. وهو رمز لما يمكن إنجازه عندما يجتمع كلّ من الإبداع والثقافة والهدف في مساحة واحدة."
منذ تأسيسها في عام 2023، نجحت "ذا كلايمت ترايب" في توحيد جهود أكثر من 2,200 فرد من أفراد المجتمع عبر مبادرات عملية وفعالة تركت أثرًا ملموسًا على أرض الواقع. وبالإضافة إلى منصتها الرقمية التي توفر موارد مبتكرة تعنى بالتوعية المناخية، نظّمت المجموعة ما يزيد عن 70 مبادرة مجتمعية، ساهمت في زراعة 921 شجرة، وجمع وإعادة تدوير نحو 8,656 كيلوغرامًا من النفايات.
ويمثّل إطلاق ملتقى "ذا كلايمت ترايب" محطة مفصلية في مسيرة هذه الحركة، إذ ينتقل بها من فضاء رقمي إلى مقر فعلي يكرّس قيم التعاون والإبداع والعمل المناخي. ويُعدّ الملتقى منصة جامعة لروّاد التغيير، وصانعي القصص، وأفراد المجتمع، مما يتيح فرصًا أوسع للتفاعل وإيجاد حلول مستدامة ذات أثر طويل الأمد.
ومع نجاح فعاليته الأولى، يستعد "ذا كلايمت ترايب" للانتقال إلى مرحلة جديدة من التوسع والتأثير، مستمرًا في إلهام الجهود المحلية وتعزيز المشاركة المجتمعية في رسم ملامح مستقبل أكثر استدامة لدولة الإمارات.