
825 كجم حرير و120 كجم من الأسلاك المذهبة.. 154 صانعًا ينجزون الحُلة الجديدة في مراسم روحانية خاشعة
مع فجر أول أيام العام الهجري الجديد 1447هـ، شهد المسلمون حول العالم واحدًا من أعظم وأجمل الطقوس الروحانية التي تتكرر سنويًا، حيث تم تغيير كسوة الكعبة المشرفة وسط أجواء من الخشوع والرهبة والاحتفاء.
ففي مشهد مهيب، أنهى فريق متكامل من أمهر الصنّاع والفنيين المعتمدين من الرئاسة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين عملية استبدال ثوب الكعبة بأحدث حُلة من الحرير الطبيعي الموشى بخيوط الذهب والفضة، وهو تقليد سنوي يُجرى في غرة محرم من كل عام هجري.
تفاصيل الكسوة الجديدة
تم تصنيع الكسوة الجديدة داخل مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، والذي يُعد واحدًا من أرقى المجمعات العالمية المتخصصة في هذا العمل الفريد.
- ???? وزن الكسوة:
بلغ الوزن الإجمالي للكسوة الجديدة نحو 1000 كيلوجرام، منها: - 825 كجم من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود الفاخر
- 120 كجم من الأسلاك المذهبة والمفضضة
- 55 كجم من خيوط الفضة المطلية بالذهب
???? التطريز والزخرفة:
استُخدم في تطريز الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية خيوط مطلية بالذهب، حيث تم حياكة الآيات بخط الثلث المميز على ستارة الباب (البرقع)، وحول الجوانب الأربعة للحرم.
???? مكونات الكسوة:
تتكون الكسوة من أربعة جوانب منفصلة، يتم تثبيتها بإحكام على الجهات الأربع للكعبة، مع ستارة الباب (البرقع)، وتتم عملية التركيب بواسطة ربطها بأشرطة جلدية قوية، وتثبيتها على حلقات معدنية.
مراسم روحية دقيقة
بدأت مراسم تبديل الكسوة مع حلول منتصف الليل، واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى من أول أيام محرم، وسط أجواء من السكينة والروحانية، بحضور نخبة من الفنيين المختصين وعدد من القيادات في الرئاسة العامة للحرمين.
???? شارك في العملية 154 صانعًا وفنيًا وإداريًا من ذوي الخبرة الطويلة، مقسمين إلى فرق متخصصة (القصّ، الخياطة، التطريز، التركيب).
???? تم استخدام تقنيات حديثة لضمان تثبيت الكسوة بدقة وأمان، مع الحفاظ على الطابع التقليدي والتراثي لهذه الشعيرة.
دلالات رمزية وروحانية
يمثل تغيير الكسوة تجديدًا سنويًا لشرف غطاء بيت الله الحرام، ويرمز إلى بداية عام هجري جديد، ويفتح المجال أمام ملايين المسلمين لتأمل رمزية الطهارة والنقاء والتجدد في رحلتهم الإيمانية.
وتحرص السعودية على أن تكون هذه المراسم في غاية الدقة والتنظيم، وبأقصى درجات الاحترام والتقديس، لما تحمله من مكانة عظيمة في قلوب المسلمين.
تعود تقاليد كسوة الكعبة إلى ما قبل الإسلام، وتوارثها الخلفاء والحكام عبر العصور. ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية، تولت الدولة مهمة صناعة الكسوة سنويًا داخل المملكة، واستُحدث مجمع متخصص لذلك منذ أكثر من 45 عامًا.
شاهد.. 825 كجم حرير و120 كجم من الأسلاك المذهبة.. 154 صانعًا ينجزون الحُلة الجديدة في مراسم روحانية خاشعة
ويُذكر أن تكلفة صناعة الكسوة سنويًا تُقدّر بعشرات الملايين من الريالات، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة السعودية لخدمة الحرمين الشريفين.
يبقى مشهد تغيير كسوة الكعبة واحدًا من أكثر المشاهد إلهامًا ورهبة في العالم الإسلامي، وطقسًا روحانيًا يعكس تعظيم الشعائر وارتباط المسلمين العميق بأقدس مكان على وجه الأرض.