في زمن تتسارع فيه خطوات التحول الرقمي، لم يعد الدعم الحكومي حكرًا على البطاقات الورقية القديمة، بل بات المواطن المصري على أعتاب مرحلة جديدة من السهولة والشفافية عبر بطاقة ذكية موحدة تحمل اسمه وخدماته في آن واحد.
بديل بطاقة التموين
"الكارت الموحد" ليس مجرد بديل لبطاقة التموين، بل هو بوابة شاملة تجمع الدعم الغذائي، والتأمين الصحي، والمدفوعات الحكومية في بطاقة واحدة. مشروع طموح تُراهن عليه الحكومة ليكون عنوانًا لعصر جديد من العدالة الاجتماعية وخدمة المواطن بكفاءة غير مسبوقة.
الكارت الموحد 2025 يفتح بوابة التحول الرقمي للدعم الحكومي
أعلنت الحكومة المصرية عن تدشين منظومة الكارت الموحد 2025، كخطوة استراتيجية تستهدف دمج مختلف أشكال الدعم الحكومي في بطاقة ذكية واحدة، وتهدف المنظومة إلى الاستغناء التدريجي عن بطاقة التموين التقليدية، وتقديم بديل رقمي شامل يضمن وصول الدعم للمستحقين دون هدر أو تعقيد.
وقد بدأت تجربة تشغيل الكارت الموحد فعليًا في محافظة بورسعيد كنموذج استرشادي، حيث تم توزيع أكثر من 42 ألف بطاقة حتى الآن من أصل 171 ألفًا، في إطار متابعة دقيقة من رئاسة الوزراء ووزارتي التموين والاتصالات.
الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أكد خلال اجتماع رسمي أن التحول إلى الدعم النقدي من خلال هذه البطاقة سيساهم في تحقيق الانضباط، ويقلل من الفاقد، ويضمن عدالة توزيع الخدمات.
أما وزير التموين الدكتور شريف فاروق، فشدّد على أهمية المنظومة لتحقيق العدالة الاجتماعية، مشيرًا إلى أن الكارت سيُستخدم في صرف التموين، والخبز، والتأمين الصحي الشامل، إضافة إلى تسديد المدفوعات الحكومية.
مميزات للكارت الموحد
ويُتيح الكارت الموحد مجموعة من المزايا، أبرزها، إمكانية الشراء عبر نقاط البيع، السحب النقدي، والتكامل مع خدمات التأمين الصحي والمدفوعات الرسمية، مما يجعل منه أداة موحدة لتبسيط المعاملات اليومية للمواطن.
أما خطوات الحصول عليه، فتبدأ بفتح حساب بريدي، وتسجيل الرقم القومي ورقم الهاتف، يليها إجراء بصمة إلكترونية، ثم استلام الكارت وفق رسالة نصية تُحدد الموعد والمكان.
كما خصصت الحكومة مكاتب البريد، ومكاتب التموين، ومقرات التأمين الصحي لتسهيل استخراج الكارت للمواطنين، مع ضرورة إحضار كافة البيانات الرسمية للأسرة.
ومع بدء التفعيل، يصبح الكارت الموحد هو الأداة الرسمية لصرف الدعم، بينما يتم تدريجيًا إلغاء العمل ببطاقات التموين القديمة، والتفعيل يتم باستخدام الكارت لأول مرة مع إدخال الرقم السري، لتُفتح بعدها بوابة الدعم والخدمات الذكية للمواطن بكل يُسر وأمان.
منظومة الكارت الموحد ليست مجرد تحديث تقني، بل هي رؤية وطنية تستهدف تحسين كفاءة الدعم، وضمان وصوله إلى مستحقيه عبر قاعدة بيانات دقيقة ومنظومة مؤمنة بمعايير الأمن السيبراني.
