شهدت الجلسات النقاشية بمجلس الشيوخ، اليوم، تركيزاً لافتاً على قضية التعليم والتنمر، حيث طرح عدد من النواب رؤاهم واقتراحاتهم لمواجهة هذه التحديات التي تهدد المنظومة التعليمية.
النائب محمود مسلم : المدرسة تظل الأمل الوحيد رغم تراجع دورها
في هذا السياق، أكد النائب محمود مسلم خلال المناقشات على أن المدرسة تظل الأمل الوحيد رغم تراجع دورها، داعياً إلى ثورة شاملة في المناهج وإعادة هيكلتها. وأشار إلى تحسن نسب الانتظام الدراسي هذا العام، مع تأكيده على ضرورة القضاء على الغش الإلكتروني وإجراء إصلاح جذري للنظام التعليمي.
إعادة نظام "مدرس الفصل" لتعزيز المسؤولية التربوية
من جهته، شدد الدكتور نبيل دعبس رئيس لجنة التعليم على الطبيعة العالمية لظاهرة التنمر، مقترحاً تبني تشريعات رادعة على غرار النموذج الإماراتي، مع التركيز على دور الإعلام وإعادة نظام "مدرس الفصل" لتعزيز المسؤولية التربوية.
وفي سياق متصل، أبرز النائب السيد عبدالعال رئيس حزب التجمع البعد الثقافي للأزمة، مؤكداً أن الحل يبدأ من المنزل ودور العبادة، مقترحاً إعادة إحياء فكرة طباعة القيم الأخلاقية على الكتب المدرسية كما كان سائداً سابقاً.
وكشفت النائبة سهير أديب عن إحصاءات صادمة تظهر تعرض 10-50% من الطلاب للتنمر، مع ارتفاع النسبة بين الفتيات، مشيدةً بجهود الدولة في هذا الملف خاصة مبادرات السيدة انتصار السيسي وتشديد العقوبات القانونية.
أما النائب محمود مسلم فأكد على أن إصلاح التعليم يبدأ بتحسين أوضاع المعلمين، قائلاً: "إذا صلح المعلم، صلحت المدرسة، وبالتالي يصلح الوطن". وطالب بتوفير إحصاءات دقيقة عن حالات التنمر لمواجهتها بشكل فعال، معتبراً أن حل هذه الأزمة يتطلب جهداً مشتركاً بين المدرسة والبيت والمؤسسات الدينية.
ويبقى التحدي الأكبر في تحويل هذه التوصيات إلى إجراءات عملية، خاصة مع إجماع الخبراء على ضرورة التكامل بين الجوانب التشريعية والتربوية والتوعوية، وإشراك جميع الأطراف المعنية في وضع استراتيجية شاملة تبدأ بتحسين أوضاع المعلمين وتطوير المناهج وتعزيز القيم، لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.