في ظل الاستثمارات الكبيرة لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتطوير قطاع الرعاية الصحية المتقدّم وضمان استدامته، يُتوقع أن يشهد الطلب على الكوادر الطبية المؤهلة ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات المقبلة.
فمن المتوقع أن تحتاج المملكة العربية السعودية وحدها إلى حوالي 175,000 اختصاصي رعاية صحية إضافي بحلول عام 2030، ومن ضمنهم 69,000 طبيب، في حين تتوقع الإمارات العربية المتحدة احتياجها إلى حوالي 33,000 اختصاصي.
واستجابة لهذا الطلب المتزايد، توفر كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا مساراً تعليمياً متميزاً لمختلف الطلاب من منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، والذي يمنحهم فرصة الحصول على تعليم طبي دولي واكتساب خبرة عملية في المملكة المتحدة. وتُسهم هذه الفرصة الحصرية في دعم جهود المنطقة الرامية إلى إعداد كوادر طبية مدرّبة وفق أعلى المعايير العالمية، وقادرة على تلبية متطلبات الرعاية الصحية المستقبلية.
تاريخ عريق في التدريب السريري في المملكة المتحدة
تعود علاقة جامعة سانت جورج بالمستشفيات البريطانية إلى عام 1979، حيث تتيح الجامعة لطلابها فرصة إجراء تدريبات عملية ضمن 14 مستشفى تابعاً لها في مختلف أنحاء المملكة المتحدة. ويُتيح هذا البرنامج للطلبة الانخراط في منظومة "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، ما يمنحهم تجربة واقعية في أحد أكثر أنظمة الرعاية الصحية تميزاً وشمولية على مستوى العالم.
ويؤكد الدكتور ديفيد ستوكر، الحاصل على زمالة الكلية الملكية للجراحين في كل من إنجلترا وإدنبرة، ونائب عميد الدراسات السريرية في المملكة المتحدة بجامعة سانت جورج، على أهمية هذه التجربة قائلاً: "سيتمكن الطلاب الذين يأتون إلى المملكة المتحدة من تعلم الطب وتعزيز معرفتهم بالثقافات الأخرى، الأمر الذي يُثري مسيرتهم المهنية لاحقاً؛ فقد باتت مناهج كليات الطب تركّز بشكل متزايد على الجوانب الثقافية والعرقية لإعداد أطباء قادرين على التعامل بفعالية في عالم متعدد الثقافات. وقد التزمت جامعة سانت جورج بهذا التوجه منذ سنوات طويلة".
اتساق المناهج الدراسية وتجربة تعليمية مخصصة
يحافظ برنامج التدريب العملي في المملكة المتحدة على نفس المنهج الصارم المعتمد في الولايات المتحدة، ما يضمن اتساقاً في جودة التعليم الطبي. ويُشارك الطلبة في مجموعات تعليمية صغيرة، تتراوح بين طالبين إلى أربعة لكل تخصص أساسي، مما يوفّر لهم تجربة تعليمية موجهة وشخصية، ويُعزّز تفاعلهم مع المرضى والكوادر الطبية.
ويولي البرنامج أهمية خاصة للتدريب العملي في العيادات الخارجية، والجولات الميدانية، وحضور العمليات الجراحية، إلى جانب فترات دراسية مكثفة تُعزز التحصيل الأكاديمي. ويُشجع الطلبة على تطوير مهارات التواصل مع المرضى، والمشاركة في العروض الطبية السريرية بشكل منتظم، بما يعزز كفاءاتهم الطبية ومهاراتهم الإنسانية على حد سواء.
أنظمة دعم وموارد أكاديمية شاملة
توفّر جامعة سانت جورج دعماً أكاديمياً ولوجستياً متكاملاً للطلبة خلال فترة تدريبهم العملي في المملكة المتحدة، حيث يلقى الطلبة الدعم من نواب العمداء ومساعديهم، بالإضافة إلى رؤساء الأقسام ومديري التعليم الطبي في المستشفيات. كما توفر جامعة سانت جورج المساعدة في كل ما يتعلق بترتيبات الإقامة، ومتطلبات التأشيرة، وشؤون التنسيق.
وتنظم الجامعة ورشة عمل بعنوان "مقدمة في الممارسة السريرية واختبارات NBME"، بهدف تهيئة الطلبة للانتقال إلى المرحلة العملية من دراستهم الطبية، وتحضيرهم للدورات التخصصية الأساسية والاستعداد لاجتياز اختبارات المجلس الوطني الأمريكي للامتحانات الطبية (NBME).
فرص مهنية عالمية بعد التدريب العملي
يحظى طلبة جامعة سانت جورج بعدة مسارات مهنية عقب إتمام التدريبات العملية في المملكة المتحدة، إذ يختار العديد منهم التقدم إلى برامج الإقامة الطبية في الولايات المتحدة، فيما يفضّل آخرون مواصلة مشوارهم المهني في المملكة المتحدة من خلال اجتياز اختبار المجلس المهني واللغوي للتقييم (PLAB) للعمل ضمن نظام الرعاية الصحية البريطاني (NHS).
ويمثّل برنامج التدريب العملي الذي تقدمه جامعة سانت جورج في المملكة المتحدة مزيجاً فريداً من التميز الأكاديمي والانفتاح الثقافي، ما يؤهّل الطلبة ليصبحوا أطباء متمكنين وإنسانيين في عالم مترابط أكثر من أي وقت مضى.