الاثنين 23 يونية 2025 | 06:49 صباحاً

منشأة نووية - صورة أرشيفية
في تطور لافت وسط التصعيد غير المسبوق بين إيران والولايات المتحدة، كشفت مصادر إيرانية أن طهران تمكنت من نقل كميات من اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة «فوردو» النووية المحصنة، قبيل تعرضها للقصف الجوي الأمريكي الأخير.
وطرحت هذه الخطوة تساؤلات حول كيفية تنفيذ عملية النقل تقنيا، ومدى خطورة المادة المنقولة، وما إذا كانت تمثل تهديدا عسكريا محتملا.
وقال الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا، إن الضربة التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية ألحقت ضررا بالغا بالبرنامج النووي الإيراني، مشيرا إلى أن هذه المواقع كلفت إيران مليارات الدولارات، واحتاجت لعشرات السنين من البحث والتطوير، لكنها دُمّرت خلال دقائق.
ورغم ذلك، يرى «عبد النبي» أن إيران لا تزال نظريا قادرة على التعويض، طالما تمتلك الكوادر الفنية والتصميمات الهندسية لأجهزة الطرد المركزي، موضحا أن العنصر البشري والخبرة يظلان العنصر الأهم في إعادة بناء البرنامج.
المادة المنقولة خطرة لكنها غير عالية الإشعاع
وفي تفسيره لعملية نقل اليورانيوم، أوضح أن المادة التي جرى نقلها تُعرف باسم «سادس فلوريد اليورانيوم»، وهي مادة مشعة جزئيا تُسبب تآكل الجلد، لكنها لا تُعد عالية الإشعاع. وقال: "يمكن نقلها بإجراءات مشابهة لنقل المواد الكيميائية السامة، مع احتياطات تمنع ملامستها للجلد أو استنشاقها، لكنها لا تحتاج إلى الحاويات المعقدة المستخدمة في المواد النووية المستهلكة داخل المفاعلات".
وأضاف أن اليورانيوم يصبح عالي الإشعاع فقط بعد دخوله إلى قلب المفاعل النووي وتعرضه لتفاعلات انشطارية، مشيرا إلى أن المواد الناتجة عن تلك التفاعلات مثل البلوتونيوم والسيزيوم واليود المشع، تُعد بالغة الخطورة، ولا يمكن الاقتراب منها دون وسائل حماية متقدمة.
هل إيران قادرة على تصنيع قنبلة نووية؟
في سياق متصل، أكد عبد النبي أن إيران تمتلك – بحسب تقديرات دولية – نحو 409 كيلوجرامات من اليورانيوم عالي التخصيب، وهي كمية تكفي لصناعة ما يقرب من عشر قنابل نووية.
ولفت إلى أن موقع تخزين هذه الكميات غير معروف بدقة، قائلا: "لا المفتشون الدوليون ولا الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعرفون مكانها تحديدًا، خصوصا أن بعض المواقع الإيرانية لم تخضع للتفتيش الدولي منذ فترة طويلة".
ورجّح أن تكون إيران نقلت هذه المادة إلى موقع غير معلن قبل الضربة الجوية، مستغلة كونها غير عالية الإشعاع، ما سهل عملية نقلها بطرق تقليدية نسبيًا، دون الحاجة لاستخدام تقنيات معقدة أو أنظمة شديدة التحصين.
البرنامج النووي ما زال قائما رغم الضربة
ورغم الأضرار التي لحقت بالمنشآت، يؤكد الخبير النووي أن إيران لا تزال قادرة على استكمال برنامجها، مستندة إلى ما تمتلكه من خبرات وكفاءات محلية، إلى جانب البنية التحتية الهندسية التي لم تُدمّر بالكامل.
وشدد في الوقت ذاته، على أن الضربة مثلت "نكسة استراتيجية كبيرة" لطهران، قد تحتاج سنوات لتجاوز آثارها.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.