أكدت الإعلامية لميس الحديدي، أن الضربات الأمريكية الأخيرة ضد إيران، وما تبعها من هجمات إسرائيلية مكثفة، تمثل تحولًا واضحًا في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تخلّت الإدارة الحالية عن نهج الدبلوماسية وفض النزاعات، واتجهت نحو استخدام القوة المفرطة.
وأشارت "لميس الحديدي" خلال تقديم برنامجها "كلمة أخيرة" المذاع على فضائية "أون" مساء الأحد، إلى أن ما حدث يتعارض مع خطاب ترامب الانتخابي الذي وعد فيه بعدم التورط في حروب خارجية، قائلة: "ترامب الآن ينخرط في واحدة من أكثر المواجهات الخارجية خطورة في المنطقة".
ترامب وخداع اللحظة الأخيرة
وأوضحت أن الضربات لم تكن مفاجئة كما يعتقد البعض، لأن تحركات ترامب العسكرية وخطابه المراوغ كانا يشيران إلى نية التصعيد.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي لديه ولع بفكرة المفاجأة واستخدام السوشيال ميديا، حتى أنه أعلن الحرب عبر منصات التواصل قبل أن يخاطب شعبه رسميًا، ووصفت ذلك بأنه "أمر غير مسبوق في التاريخ الأمريكي الحديث".
ضربات على بوشهر
وتابعت أن الضربة الأمريكية استهدفت منشآت عسكرية ومراكز للحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى منطقة بوشهر التي تضم المفاعل النووي السلمي، بينما جاء الرد الإيراني سريعًا واستهدف مواقع داخل إسرائيل، خاصة في تل أبيب، مضيفة: "رغم أن الضربات الإيرانية لم تكن الأعنف، فإنها أحدثت دمارًا ملحوظًا".
إيران توقعت الضربة
وكشفت أن صور الأقمار الصناعية أظهرت استعدادات إيرانية مسبقة، من خلال نقل الوقود المخصب واليورانيوم من منشأة فوردو وتقليص عدد العاملين، وهو ما يعكس أن طهران كانت تتوقع الهجوم الأمريكي.
ونقلت الحيدي عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله إن إيران سترد أولًا، ثم تعود إلى المسار الدبلوماسي، مشيرًا إلى أن المواقع المستهدفة لا تحتوي على مواد مشعة أو يورانيوم.
واختتمت تساؤلاتها قائلة "هل كانت هذه الضربة نهاية البرنامج النووي الإيراني كما تزعم واشنطن؟ أم مجرد ضربة محدودة لوقف الحرب واستنزاف إسرائيل؟ وهل نحن أمام توسيع دائرة المواجهة أم أن ما حدث هو مشهد النهاية؟"