أكد الدكتور حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق أن جماعة الإخوان المسلمين لا تزال "أسيرة أوهام الماضي"، وتستغل كل صراع في المنطقة، خاصة المتعلق بإسرائيل، لإثارة الفوضى ومحاولة الظهور في المشهد.
وقال النمنم خلال برنامج "السادسة" المذاع على قناة "الحياة": "تاريخ الجماعة مليء بمحاولات ركوب الموجات السياسية، بدءا من استغلال حرب 1948 لاغتيال رئيس الوزراء المصري حينها محمود فهمي النقراشي، وإدعائهم أنهم كانوا قادرين على القضاء على إسرائيل لولا منع الحكومة لهم".
وأضاف: "في نكسة يونيو 1967، كانت الجماعة تستعد للنزول إلى الشارع، لولا خروج الشعب المصري يوم 9 يونيو، ما قطع عليهم الطريق كذلك بعد نصر أكتوبر 1973، تحرك تنظيم صالح سرية المرتبط بالجماعة لتنفيذ محاولة اغتيال الرئيس أنور السادات".
وتابع: "الجماعة كررت ذات السيناريو بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، حينما رفعت شعارات من قبيل افتحوا الحدود لإخواننا في غزة مستغلين حالة التعاطف الشعبي مع الفلسطينيين، غير أن الدولة المصرية، عبر رئيسها عبد الفتاح السيسي والأجهزة السيادية، أوضحت بشكل حاسم أن فتح الحدود والقبول بالتهجير يمثلان تهديدا مباشرا للأمن القومي".
وأكمل: "الجماعة، بعد أن أُغلقت الأبواب أمامها في مصر، حاولت إثارة الفوضى في الأردن، لافتا إلى أن السلطات الأردنية ضبطت تنظيمين تابعين للإخوان منذ شهرين فقط، فيما خرج العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ليحذرهم بشكل صريح ونهائي".
وشبه النمنم الجماعة بـ "الطحالب التي لا تنمو إلا في المياه الراكدة والعفنة"، معتبرا أن الإخوان يرون في الأجواء المضطربة بيئة مثالية للتحرك، خاصة في ظل التصعيد الإقليمي، وتراجع الحركة السياحية، والضغوط الاقتصادية التي تواكب الحروب عادة.
وأشار النمنم إلى ما صفها بـ "أكذوبة قافلة ليبيا"، قائلًا إن محاولة إدخال قافلة إلى مصر من ليبيا تحت شعار دعم غزة، بعد مرور نحو 600 يوم على بدء الحرب، تفتقر للمنطق، متسائلًا: "لماذا لا تُنظّم قوافل مماثلة لدعم السودان أو الصومال؟".
وأكد أن هذا التحرك يهدف إلى خلق أزمة وتشتيت الرأي العام العربي، في توقيت يتزامن مع ما وصفه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "التعمية الاستراتيجية" قبيل شنّ هجمات على إيران، مضيفًا أن هذه القافلة قد تكون جزءا من مخطط إسرائيلي لصرف الأنظار عن العدوان الحقيقي.
