أخبار عاجلة

الفوتوغرافيا المغربية تقتحم ملتقيات آرل

الفوتوغرافيا المغربية تقتحم ملتقيات آرل
الفوتوغرافيا المغربية تقتحم ملتقيات آرل

تستضيف ملتقيات آرل للفوتوغرافيا بفرنسا للمرّة الأولى معرضا خاصا بالكامل بالفوتوغرافيا المغربية، مقدّمة “تعددية الفوتوغرافيا المغربية المعاصرة”.

وقال مركز نيگبوس للفن الفوتوغرافي بمدينة نيم إنه “سعيد وفخور لمرافقة هذا الحضور الجماعي للفوتوغرافيا المغربية خلال هذا الحدث الفوتوغرافي الأكثر أهمية في العالم، ألا وهو ملتقيات آرل”.

وأردف المركز سالف الذكر: “تربط ما بين مركز نيگبوس للفن الفوتوغرافي بمدينة نيم والجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي علاقات أخوية راسخة منذ عام 2007″؛ فالفوتوغرافيون والفنانون المنتمون إلى المؤسستين “يتبادلون الأفكار، وينخرطون في المشاريع الفنية سنويا، ومن ضفتي البحر الأبيض المتوسط؛ إنهم يعملون على توطيد فكرة الارتباط بفضاء مشترك وبتجربة إنسانية لا محدودة. إنهم شهود وفاعلون حقيقيون في ذلك العالم الذي تصوَّرَهُ إدوار جليسان”؛ بل إن “هذه الجسور المبنية بشكل متين مكنتهم من تجاوز تلك العلاقة الجاهزة لدائرة التبادل بين الشمال والجنوب، وذلك من خلال تخيل أشكال تبادلات دولية جديدة، تهدف إلى إنشاء روابط مغايرة مع جماعات فوتوغرافية تنتسب إلى ما وراء البحار كالشيلي وكوبا والمكسيك وأخرى إفريقية كمالي وجنوب إفريقيا على وجه الخصوص”.

وأوردت ملتقيات آرل الفوتوغرافية أنها “كحدث تاريخي برحابته وتنوعه، تعرب عن حماسها وفخرها بمجيء هذه المجموعة، المتباينة وذات المستوى العالي، من الفوتوغرافيين والفنانين المغاربة، سواء الذين يقيمون بالمغرب أم ينتسبون إلى المهجر”.

ويضم معرض “تقاطعات.. نظرة خاصة عن الفوتوغرافيا المغربية” مجموعة من “الفوتوغرافيين المؤلفين الذين تم انتقاؤهم بحرص وعناية خاصين، كما يمزج بين أجيال من الفوتوغرافيين وبين مقاربات جمالية مختلفة”، ويكشف عن “تعددية الفوتوغرافيا المغربية المعاصرة وعن مرتبها”.

وتساءل الموعد الفوتوغرافي العالمي البارز: “في الحقيقة، ما النقاط المشتركة في الصور التوثيقية، المتفاوتة العلاقة مع واقعها، لكل من إدريس العروسي وعبد الرزاق بنشعبان والحسين بوبلغيتي وأحمد بن إسماعيل وياسمين حجي ومهدي مريوش وجمال محساني وفوتوغرافيات الإخراج المميزة بالانزياح لهشام بن أحود وبدر الحمامي؟ ما هو القاسم المشترك بين أعمال جعفر عاقيل وكريمة حجي وفاطمة مزموز وصفاء مزيغ التي تشتغل على فكرة الذاكرة وبين شكلانية محمد مالي ويوسف بن سعود وياسمينة العلوي ومنى كريمي وميلود ستيرة؟”، وأجاب: “هذه هي الاستثنائية التي يقترحها علينا هذا المعرض الذي أشرف على إنجازه جعفر عاقيل، مندوب معارض ومروّج رئيس ومفكر ومؤرخ لفوتوغرافيا بلاده.

وفي تقديم الموعد، قال جعفر عاقيل، الفوتوغرافي ورئيس الجمعية المغربية للفن الفوتوغرافي، إن “ما يميز الممارسة الفوتوغرافية المغربية المعاصرة هي الجبهات المتعددة التي تشتغل في أفقها. أولا، العمل على أخذ المسافة اللازمة من الإرث البصري الكولونيالي. ثانيا، الانشغال بفكرة التجريب الفني. ثالثا، التطلع إلى مأسسة هاته الممارسة الفنية في السياق الثقافي والفني والمؤسساتي للمجتمع المغربي. رابعا، الاهتمام بأرشيف الذاكرة الفوتوغرافية المغربية. خامسا، الحرص على التفاعل إيجابيا مع مختلف الخطابات النقدية الواعية بالتحديات الراهنة للصورة عموما”.

وواصل: “تأسيسا على هذه المنطلقات، سينخرط الفوتوغرافي المغربي بانشغالاته الفنية في القضايا المجتمعية الكبرى، كمسألة الحريات والديمقراطية (كنزة بنجلون، سعاد گنون). وكذلك إعادة الاعتبار للفضاءات الحميمية (لمياء الناجي)، مع الاهتمام أيضا بالفضاءات العمومية (التهامي بنكيران، حسن نديم، محمد مالي، مهدي مريوش، الحسين بوبلغيثي)، والانكباب على موضوعات الجسد (فاطمة مزموز، صفاء مازيغ، راندة معروفي، توفيق رشد)، والانغماس في تدوين تاريخ المهمشين (عبد الغني بيبط، بدر الحمامي، جعفر عاقيل)، والانهماك في توثيق اللحظات التاريخية والهاربة للمجتمع المغربي (جمال محساني، داوود أولاد السيد، عبد الحميد الرميلي، نور الدين الغماري، عبد الرزاق بن شعبان، أحمد بن إسماعيل)، ثم الانشغال بتنويع الأسناد والعُدَد الفوتوغرافية والإبداع فيها (هشام ابن أحود، التهامي النادر، مصطفى أزروال)”.

إذن، بهواجس التفكير نفسه، يقدم معرض “تقاطعات” لمشاهديه “مجموعة من المقترحات والومضات البصرية، كشاهدة على جوانب التنوع والتعدد التي ظلَّت تميز الفوتوغرافيا المغربية في العقود الأربعة الأخيرة على الأقل”. وعلى الرغم من التباين الحاصل في الرؤى والمقاربات والجغرافيا والسِّنِ، فإن المشاركين في هذا اللقاء الفني تَمَكَّنوا من “التعبير عن بعض انغماساتهم البصرية واهتماماتهم الفكرية، وخاصة في ما يخص موضوع انتقاء الأشكال واختيار المضامين واستعمال العُدَد المناسبة من أجل التعبير عن مختلف التحولات الثقافية والتطورات الاجتماعية والتناقضات السياسية والانشغالات الفنية التي تشغل بالهم”.

وما يجمع ما بين هاته النظرات المتقاطعة، أو على الأقل ما هو مشترك بينها، هو “إصرار فوتوغرافيّيها المتكرر، بالإضافة إلى إعادة تمثيل الوقائع والأحداث والمناسبات المتدفقة من تربة مغربية، على استحضار فكرة الزمن، سواء في حركته البطيئة أم أثناء إيقاعاته السريعة؛ ومن ثم مناقشة تداعياته وآثاره في نفوس الأفراد وسلوك الجماعات وآثاره أيضا في العلاقات الإنسانية وكل الحياة اليومية للمجتمع التي أصبحت متوترة ومتشابكة أكثر فأكثر. أي الحديث عن مسألة المسافات الممكنة وحتى اللازمة من أجل التخلص أو التغلب على آثار هذا العنصر الذي صار يقيِّد بحباله شيئا فشيئا حرية الإنسان المعاصر، إن لم نقل يعمل على تكبيلها وإلى الأبد”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق واشنطن تطمئن طهران: لا نية لتغيير النظام بعد الضربات
التالى طريقة التقديم في مبادرة بناة مصر الرقمية للعام الدراسي 2025-2026