تحل اليوم ذكرى ميلاد أحد أبرز نجوم السينما المصرية في القرن العشرين، الفنان الراحل علي الشريف، الذي لم يكن مجرد ممثل، بل رمزًا للصدق والبساطة والقوة في الأداء.
مسيرته الفنية لم تكن تقليدية، فقد بدأ حياته سجينًا سياسيًا، وخرج من المعتقل ليكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الفن العربي، خاصة بعد أدائه الأيقوني في فيلم "الأرض"، ورغم قِصر مسيرته نسبيًا، إلا أن بصمته لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور المصري والعربي.
النشأة والبدايات الصعبة
وُلد علي الشريف يوم 3 يناير عام 1934 في حي السيدة زينب بالقاهرة، وسط أجواء شعبية أثرت في تكوين شخصيته وميله للفن، التحق بكلية الهندسة، لكنه لم يُكمل دراسته بسبب توجهاته السياسية المعارضة للنظام حينها، حيث تم اعتقاله في الستينيات بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، وقضى 6 سنوات في معتقل الواحات، تلك السنوات القاسية كانت نقطة تحول، إذ اكتشف موهبته التمثيلية من خلال مشاركته في الأنشطة الثقافية والمسرحية داخل المعتقل.
من الزنزانة إلى شاشة السينما
بعد خروجه من السجن، قرر علي الشريف أن يبدأ حياته من جديد، فالتحق بكلية التجارة، وعمل لفترة في أحد البنوك. لكن القدر كان يُخبئ له فرصة لا تُعوض حين رشحه السيناريست حسن فؤاد للمخرج الكبير يوسف شاهين، الذي أسند إليه دور "دياب" في فيلم "الأرض" عام 1970.
هذا الدور شكّل انطلاقته الحقيقية، حيث أذهل الجمهور والنقاد بأدائه القوي والصادق، وفتح له أبواب السينما على مصراعيها.
أعمال فنية خالدة
استمر علي الشريف في تقديم أدوار بارزة في العديد من الأفلام التي أصبحت علامات في تاريخ السينما، منها: الكرنك، أفواه وأرانب، حب في الزنزانة، المشبوه، واحدة بواحدة، شعبان تحت الصفر، الأفوكاتو، الإنسان يعيش مرة واحدة.
كما شارك في عدد من المسلسلات الدرامية الناجحة مثل "أحلام الفتى الطائر"، و"دموع في عيون وقحة"، و"الأيام"، و"الباحثة".
زيجة ناجحة وأبوة معتدلة
تزوج علي الشريف من السيدة خضرة محمد إمام عام 1972، بعد قصة حب نشأت بينهما منذ أيام الطفولة والدراسة.
عُرفت خضرة بوقوفها الدائم إلى جانب زوجها في محنه وأفراحه، وكانت سندًا حقيقيًا له، أنجبا 6 أبناء (3 أولاد و3 بنات)، من بينهم المخرج حسن الشريف، وحسين الذي يعمل مهندسًا في الولايات المتحدة.
رحيله المفاجئ ووصيته الأخيرة
توفي الفنان علي الشريف في 11 فبراير 1987، عن عمر يناهز 53 عامًا، بعد حياة حافلة بالكفاح الفني والإنساني. في أيامه الأخيرة، كان يؤدي دورًا مسرحيًا في "عشان خاطر عيونك"، لكنه شعر بقرب أجله، وقال لزوجته إنه سيموت في اليوم التالي، وبالفعل توفي صباح اليوم التالي بعد أن نطق عبارة "يا حسين مدد"، لتُطوى صفحة أحد أعظم الممثلين الذين مرّوا على الشاشة المصرية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.