أخبار عاجلة

سلوكيات مصطافين تخدش جمالية شواطئ المحمدية وتُربك مبادرات النظافة

سلوكيات مصطافين تخدش جمالية شواطئ المحمدية وتُربك مبادرات النظافة
سلوكيات مصطافين تخدش جمالية شواطئ المحمدية وتُربك مبادرات النظافة

مع انطلاق موسم الاصطياف، تعود إلى الواجهة إشكالات بيئية متكررة تشوّه الفضاءات الساحلية وتُثقل كاهل الجهات المعنية بالنظافة والتدبير بمدينة المحمدية، حيث تحوّل السلوكياتُ غير المسؤولة لعدد من المصطافين الشواطئَ إلى بؤر للنفايات العشوائية، في ظل غياب وعي جماعي بضرورة احترام المجال الطبيعي المشترك.

سلوكات بيئية سلبية

حسن حُمير، رئيس نادي الطلبة الخضر بالمحمدية، قال إن “أبرز السلوكيات البيئية السلبية التي نرصدها في الشواطئ تتجلى في ترك المرتادين لنفاياتهم مرمية في الأماكن العامة، دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو احترام للمجال المشترك، حيث يعتبرون الشاطئ مجرد فضاء عابر لا حاجة إلى الحفاظ عليه أو جمع ما يخلّفونه من مخلفات”.

وأوضح حُمير، في تصريح لهسبريس، أن “العديد من الأشخاص يتركون في الرمال بقايا الزجاج، سواء من الكؤوس أم القنينات المكسورة؛ مما يشكل خطرا مباشرا على مرتادي الشاطئ، خصوصا الأطفال”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “بعض المصطافين يتخلى أيضا عن مواد حادة وخطيرة مثل العلب المعدنية، دون مراعاة لسلامة غيرهم أو لجهود عمال النظافة”.

وأبرز رئيس نادي الطلبة الخضر بالمحمدية أن “العمل البيئي الذي نقوم به كجمعية مدنية لا يقتصر على حملات النظافة فقط؛ بل يشمل أيضا مبادرات توعوية للتحسيس بأهمية فرز النفايات بالشاطئ”.

وفي هذا الصدد، أضاف الفاعل الجمعوي المهتم بالمجال البيئي: “نطمح إلى أن يُفرز البلاستيك والزجاج والمواد العضوية بشكل منفصل؛ مما يسهل عملية التدوير وإنتاج الأسمدة الطبيعية لاحقا”.

وشدد حُمير على أن “رسالتنا لمرتادي الشواطئ هي أن يحترموا هذا الفضاء المشترك، ويفكروا في غيرهم ممن سيزور المكان بعدهم، كما في الأجيال المقبلة”، مؤكدا أن “الوعي البيئي يجب أن يترسخ لدى الجميع، لأننا نترك نفايات قد تظل في الطبيعة مئات السنين دون أن تتحلل”.

وتابع المتحدث عينه: “السلطات والجماعات المحلية مطالبة بمساءلة الشركات المكلفة بصفقات النظافة، بخصوص مدى احترامها لدفاتر التحملات، خاصة في ما يتعلق بتنظيم الحملات التحسيسية”، لافتا إلى أن “العديد من هذه الشركات لا تلتزم بهذا البند، على الرغم من أنه مذكور بوضوح في الاتفاقات التي تبرمها مع المجالس المنتخبة”.

تجاوب وعبثيّة

سحيم محمد السحايمي، رئيس جمعية زهور للبيئة والتنمية المستدامة بالمحمدية، قال إن “عددا من المصطافين الوافدين على شواطئ المدينة يسهمون في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي والتجارة الموسمية”؛ لكنه حذّر من أن “هذا الإقبال يخلّف أيضا سلوكيات سلبية تُسيء إلى المشهد العام، وتُنهك الجهود الجسدية والصحية لعمال النظافة بشكل كبير ومقلق”.

وأفاد السحايمي، في تصريح لهسبريس، بأن “أعضاء الجمعية قاموا بزيارات ميدانية عديدة للشواطئ، وتحاوروا مع المصطافين حول هذه التصرفات”، مبرزا أن “أغلبهم يرفضون بشكل صريح رمي النفايات بطريقة عشوائية في الأماكن العامة”.

وفي المقابل، نبّه رئيس جمعية زهور للبيئة والتنمية المستدامة بالمحمدية إلى “وجود نماذج من المصطافين يُلقون النفايات بشكل تلقائي وعبثي، دون اكتراث أو تفكير بعواقب هذا السلوك”.

واعتبر المتحدث عينه أن “هذه التصرفات الخطيرة لا يمكن تغييرها فقط عبر أدوات التحسيس التقليدية”، مضيفا أن “كل التوجهات الإعلامية تقوم بحملات توعوية كثيرة؛ لكنها لم تُثمر تغييرا حقيقيا”.

وتابع الفاعل الجمعوي قائلا: “للأسف، لا نرى أثرا حقيقيا لهذه الحملات في تصحيح هذا السلوك السلبي المنتشر في الشواطئ”.

بين الزجر والتحسيس

وقال السحايمي: “كمجتمع مدني حاولنا مرارا التوعية الميدانية؛ لكنها لم تكن مجدية بالشكل الكافي، إلى أن اكتشفنا منفذا بسيطا يتمثل في التوجه نحو الأطفال”، لافتا إلى أن “الأنشطة الموجهة إلى هذه الفئة بطرق بيداغوجية مبتكرة أظهرت نتائج واعدة، إذ لمسنا تجاوبا كبيرا منهم، ورأينا فيهم سبيلا لتأثير غير مباشر على آبائهم وباقي أفراد الأسرة”.

وأكد المتحدث ذاته أن “التوجه المباشر نحو الأطفال أصبح أنجع من أساليب التحسيس الكلاسيكية التي لم تعد تغيّر السلوك البيئي بالشكل المطلوب”، مشيرا إلى أن “المسؤولين محليا ووطنيا مطالبون اليوم بإقرار قوانين زجرية تُقوّم هذه السلوكيات”، موضحا أن “التحسيس وحده لم يعد كافيا، وأن المرحلة تتطلب ردعا قانونيا يواكب الرهانات البيئية للبلاد”.

واختتم السحايمي تصريحه بالقول: “المغرب مقبل على تظاهرات عالمية رياضية وسياحية، ومن الصعب أن نُواجه العالم بهذه السلوكيات المتخلفة”، مشددا على أن “تحسين صورة شواطئ المحمدية وسائر مدن المملكة يتطلب تغييرا جذريا في الذهنيات، عبر قوانين صارمة وتحسيس بطرق جديدة تضمن فعالية وتأثيرا حقيقيا في سلوك المصطافين”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق لحصدها لقب هدافة الدوري.. هالة صدقي لابنتها مريم: فخورة بيكي
التالى "الباطرونا" تبرم اتفاقية مع "سيماك"