تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا بين إيران وإسرائيل، حيث أدت الضربات العسكرية المتبادلة التي بدأت منذ أيامك قليلة، إلى تداعيات اقتصادية كبيرة على الأسواق العالمية، ومن المتوقع أن تتضرر قطاعات النفط والمعادن والعملات جراء هذه الحرب التي ستؤثر بدورها على الاقتصاد العالمي.
وفي هذا التقرير من بانكير، نستعرض بالتحليل تأثير هذا الصراع الإيراني الإسرائيلي على قطاعات النفط، والمعادن، وأسعار العملات، وتأثير ذلك على حركة التجارة العالمية والاقتصاد الدولي المتوقع معاناته من موجة تضخم عالمي.
تأثير الحرب الايرانية الإسرائيلية على قطاع النفط
شهدت أسواق النفط تقلبات حادة عقب الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية ونووية إيرانية في 13 يونيو 2025، حيث قفز سعر خام برنت بنسبة تزيد عن 12% ليصل إلى حوالي 78 دولارًا للبرميل، مسجلاً أعلى مكاسب يومية منذ مارس 2022.
في الوقت ذاته، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 12.6% ليصل إلى 76.61 دولارًا للبرميل، ويعكس هذا الارتفاع مخاوف المستثمرين من احتمال تعطل إمدادات النفط، خاصة مع تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من الإنتاج النفطي العالمي.
ووفقًا لوكالة الطاقة الدولية، فإن أي انقطاع في إمدادات النفط من الخليج قد يؤدي إلى أزمة طاقة عالمية، خاصة إذا طالت المنشآت النفطية الإيرانية أو الخليجية.
وأشار تقرير للبنك الدولي في مايو 2025 إلى أن زيادة 10 دولارات في سعر البرميل قد تقلص الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 0.2% إلى 0.3%، مع تأثيرات أكبر على الاقتصادات الناشئة، ويزيد الصراع من تكاليف الشحن والتأمين، مما يرفع علاوات المخاطر في أسواق الطاقة، ويؤدي إلى مضاربات تُفاقم التقلبات.

تأثير الحرب الايرانية الإسرائيلية على قطاع المعادن
تأثرت أسواق المعادن بشكل ملحوظ جراء التوترات الإيرانية الإسرائيلية، حيث ارتفعت أسعار الذهب بنسبة تزيد عن 8% بعد الضربات الإسرائيلية، مدفوعة بتهافت المستثمرين على الأصول الآمنة وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي.
يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، وقد أشار مجلس الذهب العالمي إلى أن الطلب عليه ارتفع بنسبة 10% في الربع الثاني من 2025 مقارنة بالعام السابق.
وفي الوقت ذاته، تأثرت المعادن الصناعية مثل النحاس والألمنيوم، حيث ارتفعت أسعارها بنسبة 5-7% خلال أسبوع من بدء التصعيد، وفقًا لبلومبرغ، بسبب مخاوف من اضطراب سلاسل التوريد.
وزاد استهداف البنية التحتية في إيران، بما في ذلك ميناء حيفا الذي تعرض لهجمات إيرانية، من تكاليف الشحن والتأمين عبر الممرات البحرية مثل مضيق هرمز، وتهدد هذه الاضطرابات بتفاقم نقص المعادن الأساسية المستخدمة في الصناعات التحويلية، مثل السيارات والإلكترونيات، مما قد يؤدي إلى تباطؤ في الإنتاج العالمي على المدى الطويل.

تأثير الحرب الايرانية الإسرائيلية على أسعار العملات
شهدت أسواق العملات تقلبات كبيرة منذ بدء الصراع، حيث انخفض الشيكل الإسرائيلي بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الأخرى بعد الضربات الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو 2025.
وفقًا لبنك إسرائيل، تراجعت قيمة الشيكل بنسبة 7% خلال أسبوع، مما دفع السلطات المالية إلى اتخاذ تدابير طارئة لدعم العملة.
ويعكس هذا الانخفاض قلق المستثمرين من التداعيات الأمنية والاقتصادية، خاصة مع توقف شبه كامل للحركة في مطار بن غوريون وتعليق الرحلات الجوية، وفي المقابل، ارتفع الدولار الأمريكي كملاذ آمن، مدعومًا بحالة عدم اليقين الجيوسياسي، مما زاد من ضغوط التضخم في الاقتصادات التي تعتمد على استيراد السلع بالدولار.
وتوقع صندوق النقد الدولي استمرار التقلبات في أسواق العملات، مع تفضيل المستثمرين للدولار والين الياباني.

تأثير إغلاق مضيق هرمز على أسعار النفط عالميا
تشير التوقعات إلى أن استمرار الصراع قد يدفع أسعار النفط إلى مستويات ثلاثية إذا تم إغلاق مضيق هرمز أو تصاعدت الحرب إلى نزاع إقليمي شامل، مما يهدد الاقتصاد العالمي بركود تضخمي.
وفي قطاع المعادن، يُتوقع أن يظل الذهب ملاذًا آمنًا جذابًا، بينما قد يؤدي نقص المعادن الصناعية إلى تعطيل الصناعات التحويلية، أما في سوق العملات، فقد يستمر تراجع الشيكل إذا لم يتم احتواء الصراع، بينما يحافظ الدولار على قوته على المدى القصير.
وكل هذه التوقعات تعتمد على تطورات الوضع العسكري وقدرة الأطراف الدولية على التوسط لتهدئة التوترات، حيث سيصاب الاقتصاد العالمي بحالة من الركود تصحبها موجة تضخم عالمي سوف تؤثر على أسعار السلع في مختلف أنحاء العالم.

تداعيات اقتصادية محفوفة بالمخاطر
ومما لا شك فيه، قد ألقت الحرب الإيرانية الإسرائيلية، التي اندلعت قبل أيام، بظلالها الثقيلة على الأسواق العالمية، مع تأثيرات واضحة على قطاعات النفط، المعادن، والعملات، فارتفاع أسعار النفط بنسبة 12%، والذهب بنسبة 8%، وانخفاض الشيكل بنسبة 7% يعكس حالة القلق التي تسيطر على الأسواق العالمية.
ومع استمرار التصعيد، تظل التداعيات الاقتصادية محفوفة بالمخاطر، خاصة مع تهديد أمن الطاقة وسلاسل التوريد العالمية، ويبقى المشهد مرهونًا بتطورات الساعات القادمة وجهود المجتمع الدولي لاحتواء هذا الصراع الخطير.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.