سندات الخزانة الأمريكية تهدد الاحتياطيات ...

محافظ البنك المركزي التايواني يانغ تشين لونغ

وجه محافظ البنك المركزي التايواني، يانغ تشين لونغ، تحذيراً حاداً من التأثيرات المحتملة للارتفاع السريع في الدين العام الأمريكي على مكانة سندات الخزانة الأمريكية، مشيراً إلى أن هذا الاتجاه المالي "غير موات" ويقوض الثقة في أدوات الدين السيادي للولايات المتحدة.

ارتفاع الدين الأمريكي

وقال محافظ البنك المركزي التايواني، في خطاب نشر عبر الموقع الرسمي للبنك في تايوان اليوم السبت،  إن السياسات الاقتصادية والتجارية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خصوصاً خلال فترته الرئاسية الثانية، دفعت العديد من المستثمرين إلى اتخاذ مواقف أكثر حذراً تجاه الأصول الأميركية، وعلى رأسها سندات الخزانة.

وأشار يانغ إلى أن الاحتياطيات الأجنبية لتايوان، والتي تبلغ قيمتها نحو 593 مليار دولار، تتكون بنسبة تزيد عن 80% من سندات الخزانة الأمريكية، مؤكداً رغم ذلك أن هذه السندات ما زالت تعتبر من بين الأصول المفضلة للمستثمرين الدوليين، وإن كان ذلك محاطاً الآن بعدد من المخاوف.

كما عبر المحافظ عن قلقه من التأثيرات السلبية للانتقادات المتكررة التي يوجهها ترامب إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مؤكداً أن هذا السلوك أثار شكوكاً حول استقلالية السياسة النقدية الأميركية، وهي مسألة محورية في الحفاظ على مصداقية الدولار كعملة احتياطية عالمية.

وفيما يخص السياسة التجارية، لفت يانغ إلى أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على شركاء تجاريين، من ضمنهم تايوان، تعد خطوة زادت من توتر البيئة الاستثمارية العالمية، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات «لا تعالج المشكلات الهيكلية في الاقتصاد الأميركي، بل تهدد بخلق مزيد من الاضطرابات في الاقتصاد العالمي».

وفي خضم ذلك، حذر من أن "مشروع القانون الكبير والجميل" الذي طرحه ترامب لتوسيع الإنفاق وخفض الضرائب قد يتسبب في توسع سريع للدين الأميركي. وهو ما أكدته توقعات مكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي، الذي رجّح زيادة العجز الفيدرالي بنحو 2.8 تريليون دولار خلال العقد المقبل، رغم التحسن المتوقع في الناتج المحلي الإجمالي.

وأكد يانغ في ختام حديثه أن هذه التطورات مجتمعة تمثل تحدياً للنظام المالي العالمي القائم على الدولار والجدارة الائتمانية الأمريكية، داعياً إلى نهج أكثر توازناً يعيد الثقة للاستثمار في الأصول الأميركية.