أكد الدكتور يسري أبو شادي، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، إن الحديث المتزايد حول مفاعل بوشهر النووي الإيراني يعكس حجم القلق من احتمال استهدافه عسكريا، مؤكدا أن الخطر الإشعاعي الحقيقي ينبع من هذا السيناريو تحديدًا.
وقال أبو شادي في مداخلة مع قناة “العربي”: "مفاعل بوشهر بدأ بناؤه على يد شركة ألمانية خلال عهد الشاه، لكن العمل توقف بعد أن أُنجز منه حوالي 80 إلى 90%، بسبب الظروف السياسية والعسكرية آنذاك ولاحقًا، استكملت شركة روسية، بناء المفاعل، وتم تشغيله رسميا في عام 2012، أي منذ أكثر من 13 عاما".
وأضاف: "المفاعل يعمل بوقود نووي روسي المنشأ، حيث يتم كل ثلاث أو أربع سنوات إخراج نحو ثلث أو ربع وحدات الوقود المشع من قلب المفاعل وتخزينها والمفاعل يحتوي حاليا على ما يقارب 170 إلى 180 وحدة وقود نووي في قلبه، بالإضافة إلى نحو 500 وحدة وقود مستهلك مخزنة في بركة المفاعل".
وتابع: "هذا هو مكمن الخطر الرئيسي، إذ إن ضرب المفاعل قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي واسع النطاق، ربما يصل إلى مستوى كارثة نووية مشابهة لما جرى في تشيرنوبيل أو فوكوشيما".
وتابع: "مفاعل بوشهر هو الوحيد العامل بكامل طاقته حاليًا في إيران، إلى جانب مفاعلين آخرين قيد البناء، هما بوشهر 2 وبوشهر 3، اللذان تشرف على بنائهما أيضًا شركة روس أتوم ووجود الفنيين الروس في الموقع يجعل من احتمال استهدافه عسكريا مسألة معقدة، نظرًا لما يحمله ذلك من أبعاد دولية".
وانتقد أبو شادي استخدام الإعلام لعبارة "مفاعل نووي" عند الإشارة إلى منشآت تخصيب اليورانيوم مثل نطنز وفوردو، موضحا أن هذه المنشآت هي مصانع تخصيب وليست مفاعلات. فالمفاعل النووي هو المنشأة التي تنشطر فيها ذرة اليورانيوم لتوليد طاقة تُحول عادة إلى كهرباء، في حين أن التخصيب يتم في مصانع مستقلة لا تنتمي إلى فئة المفاعلات.
وأضاف أن عمليات التخصيب تبدأ بتحويل اليورانيوم الطبيعي إلى ما يعرف بـ "الكعكة الصفراء"، ثم إلى يورانيوم غازي (هيكسا فلورايد) يرسل بعد ذلك إلى مصانع التخصيب في نطنز أو فوردو.
ولفت إلى أن درجات التخصيب تختلف حسب الاستخدام، إذ تصل إلى 5% للمفاعلات مثل بوشهر، و20% لمفاعل طهران، وقد تصل في بعض الاستخدامات السابقة إلى 93%.
وأشار إلى أن إيران خصبت اليورانيوم مؤخرًا حتى 60%، وهي نسبة تقترب من المستوى اللازم لإنتاج السلاح النووي.