أخبار عاجلة

"منتدى العيون" يدعو الاقتصاد والعمل البرلماني إلى خدمة المستقبل الإفريقي

"منتدى العيون" يدعو الاقتصاد والعمل البرلماني إلى خدمة المستقبل الإفريقي
"منتدى العيون" يدعو الاقتصاد والعمل البرلماني إلى خدمة المستقبل الإفريقي

قال إيفاريست نغامانا، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (CEMAC)، إن انعقاد المنتدى الاقتصادي البرلماني بين المملكة المغربية ودول المجموعة يشكل محطة نوعية في مسار توطيد العلاقات جنوب-جنوب، وتجسيدا فعليا للدينامية المشتركة نحو تكامل اقتصادي ملموس يخدم تطلعات الشعوب الإفريقية.

وفي كلمة ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المنتدى، اليوم الجمعة، أبرز نغامانا أن هذا اللقاء هو ثمرة لزيارة رسمية أجراها وفد برلماني من مجموعة CEMAC إلى المملكة المغربية خلال الفترة الممتدة ما بين 20 و25 يناير 2025، وهي الزيارة التي تخللتها لقاءات رفيعة المستوى مع مسؤولين برلمانيين وحكوميين واقتصاديين، أسفرت عن توقيع مذكرة تفاهم مع رئيس مجلس المستشارين، تروم إرساء دعم برلماني للعلاقات الاقتصادية وتعزيز فرص التعاون المشترك.

وشدد رئيس برلمان CEMAC على أن المنتدى يعد منصة للحوار وتبادل الرؤى بين الفاعلين السياسيين والاقتصاديين في المغرب وبلدان إفريقيا الوسطى، كما يسمح باستكشاف آفاق جديدة للتكامل الاقتصادي وتعزيز المبادلات التجارية، من خلال إطلاق بعثات اقتصادية وتنظيم منتديات أعمال ثنائية، وتشجيع الزيارات المتبادلة بين المقاولات والمؤسسات.

وفي هذا الصدد دعا نغامانا إلى تطوير شراكات إستراتيجية في مجالات حيوية وذات بعد إقليمي، على غرار الطاقة والطاقات المتجددة والصيد البحري وتطوير البنيات التحتية، مشيرا إلى أن “هذه القطاعات تتيح فرصا واعدة لنقل الخبرات وإعداد برامج تكوينية موجهة للأطر، إلى جانب دعم المقاولات في تنفيذ مشاريع تنموية مشتركة، وذلك بما يتماشى مع أهداف اتفاقية التبادل الحر القارية الإفريقية (ZLECAF) ومع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وفي قراءته لمحاور المنتدى أوضح المسؤول البرلماني أن القضايا المطروحة للنقاش تكشف عن الأهمية المتزايدة للشراكات التجارية في الدفع بمسار الاندماج الاقتصادي بين المملكة المغربية ودول CEMAC، كما تسلط الضوء على ضرورة بلورة حلول جماعية لتقليص الخسائر المرتبطة بالتغيرات المناخية، خاصة في ما يتعلق بالأمن الغذائي، مثمنا التجربة المغربية في مجال الانتقال الطاقي، وداعيا إلى ترجمة هذه التجربة إلى مشاريع تعاون ملموسة بين الجانبين.

وعبر رئيس الوفد البرلماني الإفريقي عن اعتزازه بالمشاركة الوازنة لبرلمانيي بلدان المجموعة وممثلي اتحادات أرباب العمل من كل من الكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والكونغو، والغابون، وغينيا الاستوائية، وتشاد، مشددا على أن “هذا الحضور يترجم الإرادة الجماعية لإنجاح هذه التظاهرة”.

كما لم يفت إيفاريست نغامانا، باسمه واسم الوفد المرافق له ومسؤولي اتحادات أرباب العمل بإفريقيا الوسطى، أن يخص المملكة المغربية وسلطاتها المركزية بعبارات الشكر والامتنان، على ما حظيت به الوفود المشاركة من عناية وكرم ضيافة، مبرزا في الآن ذاته رمزية احتضان مدينة العيون لهذا اللقاء، إذ قال: “أشكر السلطات المحلية لهذه المدينة الأصيلة، لأنكم استضفتمونا في قلب الصحراء المغربية بكل دفئ وكرم، وهو ما يعكس بحق واقع حياتكم وتشبثكم بقيم الانفتاح والتلاقي”.

من جانبه أكد شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن تنظيم المنتدى البرلماني الاقتصادي بين المملكة المغربية ودول المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا بمدينة العيون يجسد الرغبة المشتركة في ترسيخ تعاون جنوب-جنوب عملي، لافتا إلى أن “انعقاد هذا الحدث في الأقاليم الجنوبية يكرس موقع المغرب كصلة وصل إستراتيجية بين شمال القارة وجنوبها، ويترجم رؤية تنموية شاملة تنطلق من العمق المغربي نحو إفريقيا”.

وفي مستهل كلمته عبر لعلج عن امتنانه للاستقبال الذي حظيت به الوفود الإفريقية المشاركة، منوها بحسن التنظيم والتعبئة التي واكبت أشغال المنتدى، ومشيدا بالدور المحوري لرئيس مجلس المستشارين في جعل مدينة العيون حاضنة لحوار اقتصادي من مستوى عال، يعكس متانة العلاقات السياسية ويهيئ الأرضية لبناء شراكات اقتصادية بين القطاع الخاص المغربي ونظرائه في بلدان إفريقيا الوسطى.

وانتقل رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب للحديث عن التحولات الكبرى التي يعرفها السياق العالمي، مبرزا أن القارة الإفريقية رغم غناها الطبيعي والبشري، مازالت تسجل أرقاما ضعيفة على مستوى مساهمتها في سلاسل الإنتاج والتجارة الدولية، مشيرا إلى أن “نسبة التجارة البينية داخل القارة لا تتجاوز 15%، مقارنة بـ 58% في آسيا و68% في أوروبا، وهو ما يعكس تحديا حقيقيا وفرصة ضائعة يمكن تداركها عبر استثمار أفضل لإمكانات التكامل والتعاون المشترك”.

وفي هذا الإطار أبرز لعلج التزام المغرب بالعمل على إنجاح هذا التحول القاري، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، مضيفا أن القطاع الخاص المغربي يضع ضمن أولوياته تثمين الرأسمال البشري الإفريقي، خصوصا أن الشباب دون سن 25 سيشكلون نصف ساكنة القارة في أفق 2050، ما يحتم الاستثمار في التكوين والتأهيل كمدخل أساسي للتنمية، قبل أن يتوقف عند التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي، مؤكدا أهمية الفلاحة كقطاع إستراتيجي، مع الإشارة إلى المبادرات الرائدة لمجموعة OCP Africa في هذا المجال.

وأوضح رئيس “الباطرونا” أن الوصول إلى طاقة موثوقة وبأسعار مناسبة مازال يشكل عائقا أمام التصنيع في عدد من دول إفريقيا الوسطى، مسجلا أن المغرب وبفضل استثماراته في الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر بات قادرا على لعب دور محوري في نقل الخبرات وبناء حلول طاقية مشتركة، مذكرا بخلاصات الدراسة التي أنجزها الاتحاد العام بشراكة مع البنك الإفريقي للتنمية، التي حددت قطاعات ذات أولوية في مسار التكامل الصناعي القاري، منها الصناعات الغذائية، والنسيج، وصناعة السيارات، والإلكترونيك، وداعيا إلى تحويل هذه الرؤية إلى مشاريع فعلية تستفيد منها المقاولات الصغرى والمتوسطة.

وأكمل شكيب لعلج كلمته بالتنويه بدينامية الحوار القائم بين القطاع الخاص والمؤسسة التشريعية، موضحا أن التجربة المغربية في هذا المجال يمكن أن تشكل نموذجا ناجحا للتكامل بين الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين، ومشددا على أهمية المبادرة الملكية الأطلسية التي تروم فك العزلة عن دول إفريقيا الوسطى عبر بنية تحتية لوجستية وصناعية تنطلق من الجنوب المغربي نحو عمق القارة، وزاد أن “الاتحاد العام لمقاولات المغرب سيظل ملتزما بدعم الشراكات الإفريقية وتحفيز الاستثمارات المشتركة، إسهاما في تحقيق التنمية والاندماج الاقتصادي المنشود”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ”مستقبل وطن”: الاصطفاف الوطني ضرورة لتعزيز أمن واستقرار مصر
التالى حضرت احتفالية.. محامي نوال الدجوي يرد على تحدي الخصوم: "الدجوي في كامل قواها العقلية