في موقف واضح يؤكد التزام المملكة العربية السعودية بالقانون الدولي وحماية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، أدانت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية أي استهداف عسكري أو تهديد يطال المرافق النووية، معتبرة ذلك انتهاكاً خطيراً للقرارات الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
موقف حازم من المملكة العربية السعودية
وفي بيان رسمي أصدرته الهيئة اليوم الجمعة، أوضحت أن "أي هجوم مسلح من أي طرف على المرافق النووية المخصصة للأغراض السلمية يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والنظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية"، محذرة من خطورة التصعيد على الأمن الإقليمي والدولي.
في خلفية التصعيد: هجوم على منشآت إيرانية
تأتي تصريحات السعودية بعد تصاعد حاد في الهجمات الإسرائيلية على مواقع ومنشآت نووية إيرانية، حيث بث التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس، الصور الأولى لانفجار في منشأة "أراك" للماء الثقيل، أظهرت تصاعد الدخان الكثيف في أعقاب قصف مباشر نفذته طائرات إسرائيلية مسيّرة.
الوكالة الذرية: نتابع الوضع عن كثب
بدورها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تتابع التطورات عن كثب، معلنة حصولها على معلومات تفيد بقصف منشأة خنداب الإيرانية، وهي مفاعل يعمل بالماء الثقيل.
لكن الوكالة أوضحت في بيان رسمي أنه لم تُرصد أي مؤشرات على تسرب إشعاعي حتى اللحظة، مضيفة أنها تُجري تقييمًا تقنيًا شاملاً لتقدير أي أضرار محتملة على البنية النووية.
قلق دولي من استهداف المرافق السلمية
التحذير السعودي يعكس قلقاً متصاعداً من تداعيات استهداف المرافق النووية في أي دولة، خاصة حين تكون مخصصة لأغراض سلمية.
إذ أن مثل هذه الهجمات قد تؤدي إلى كوارث بيئية وصحية عابرة للحدود، إلى جانب زعزعة الاستقرار في مناطق الصراع.
دعوات إلى احترام القوانين الدولية
دعت هيئة الرقابة النووية السعودية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في حماية المرافق النووية السلمية، ومساءلة أي طرف ينتهك هذه القواعد.
كما شددت على ضرورة توفير ضمانات واضحة لحماية الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية من التهديدات أو الاستغلال العسكري، بما يتوافق مع التزامات الدول تجاه معاهدة عدم الانتشار (NPT) وأحكام الوكالة الذرية.
هل يقود التصعيد إلى أزمة نووية؟
تزايدت المخاوف في الأيام الأخيرة من تكرار سيناريوهات خطيرة قد تؤدي إلى أزمات نووية شبيهة بكوارث سابقة مثل تشيرنوبل أو فوكوشيما، خاصة مع استهداف منشآت تعمل بأنظمة حساسة كالماء الثقيل المستخدم في إنتاج البلوتونيوم.
السعودية: الطاقة النووية للسلام لا الحرب
في ختام بيانها، جددت الهيئة السعودية تأكيد المملكة على أهمية استخدام الطاقة النووية في المجالات السلمية فقط، مثل الطب والصناعة وتحلية المياه، مشيرة إلى أن أمن المنشآت النووية يجب أن يظل أولوية جماعية لكل الدول دون استثناء.
الموقف السعودي يشكل رسالة دولية واضحة: لا يجوز تحويل المنشآت النووية إلى ساحات قتال، ويجب تحييد العلم والتكنولوجيا من صراعات الدول المسلحة.
